التبرع بالأعضاء

00:21 صباحا
قراءة دقيقتين

يتعرض الكثير من الأفراد حول العالم للحروب والحوادث والإصابات، فتتعرض أجسامهم وأعضاء أجسادهم للتلف أو الإصابة، ما يجعلهم في أمس الحاجة إلى المساعدة من الآخرين الذين يكونون قادرين على تقديم يد العون لهم، ويعمل على تحقيق التوازن والإيثار والتراحم بين أفراد المُجتمع الواحد الذي يكون كالجسد الواحد الذي يشدّ بعضه بعضاً كالبنيان المرصوص.

فعندما تنقذ حياة إنسان بتبرعك بأجزاء من جسمك وأنت على قيد الحياة فأنت في قمة الشجاعة والإنسانية، فما بالك عندما تتبرع بأعضاء من جسمك بعد وفاتك لتنقذ العديد من الأشخاص الذين هم على قيد الحياة ويعانون الأمراض المزمنة لعدم وجود علاج فعال لها. فالأمراض المُستعصية عندما تصيب الأجزاء الحيوية في جسم الإنسان مثل القلب أوالرّئة تصبح حياته مُهددة بالخطر.

لذا قامت منظمة الصحة العالمية بإقرار بعض المبادئ مثل عدم السّماح بأخذ أعضاء الشّخص القاصر الإ في حالات استثنائية، وكذلك عدم السّماح بنقل الأعضاء من جسد لآخر إذا ثبت وجود احتمالية تعرض حياة المُتبرع للخطر، وأن تكون عملية التّبرع بالأعضاء مجانية وإلا أصبحت ضمن عمليات البيع والمُتاجرة بالأعضاء البشرية، وأن تؤخذ عملية التّبرع بالأعضاء وفقاً للقواعد الأخلاقية والسريرية، ويجب ألا تؤخذ بالاعتبارات المالية.

وتعتبر عملية بيع وشراء الأعضاء البشرية من الأمور المحظورة في العديد من دول العالم، حيث تم اعتبار التجارة بالأعضاء قضية سياسية وصحيّة من قبل المُجتمع الدولي. وشددت منظمة الصحة العالمية على ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الأشخاص الذين يعانون الفقر المدقع لأنّهم الأكثر عرضة من بين الناس.

ويعد البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية (حياة) عبارة عن منظومة وطنية لتعزيز جهود التبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية وفق أعلى المعايير والمُمارسات العالمية، حيث يعمل مع مختلف الشّركاء الاستراتيجيين محلياً وعالمياً لإنقاذ الأرواح ومواصلة الارتقاء بصحة وسلامة المُجتمع وتحسين جودة الحياة. وتقوم المهمة على حشد الجهود لمنح الحياة وتشجيع المساهمة المجتمعية من خلال التبرع بالأعضاء، وتحفيز أفراد المجتمع على تبني أسلوب حياة مجتمعي صحي.

وتجيز دولتنا عمليات نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية وفقاً لأحكام القانون الاتحادي رقم (5) لسنة (2016) حيث تطلق دائماً حملات مجتمعية لدعم البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية (حياة) الهادفة إلى تشجيع كافة أفراد المجتمع على التسجيل كمتبرعين بالأعضاء والمساهمة في تحسين حياة المرضى الذين يعانون الفشل العضوي في الإمارات، لتبقى دولتنا على مدار الأيام مثالاً يحتذى من الجميع في الإيثار والإحسان للآخرين وتقديم مد يد العون لكل من يحتاج إليه.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2vez2xb9

عن الكاتب

منى عبدالله كاتبة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات العام 2015. عملت بالعديد من الجامعات الأكاديمية في الدولة: كليات التقنية العليا، جامعة زايد، وحالياً تعمل كأمينة مكتبة في جامعة خليفة بأبوظبي. أصدرت أول كتاب لها في العام 2022 بعنوان:«أيها الفارس الجميل لست بصديق عادي».ومؤلفات أخرى قيد الإصدار.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"