قبل أن تفلح الضغوط التي مورست عليه لثنيه عن الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، كان الرئيس الأمريكي جو بايدن يبرر إصراره على الترشح، رغم تقدّم عمره وضعف قدراته الذهنية، بالقول إنه الوحيد القادر على هزيمة المرشح الجمهوري، الرئيس السابق، دونالد ترامب.
بعد الزخم الذي استعاده الحزب الديمقراطي إثر اختيار كامالا هاريس مرشحة له في الانتخابات، وبتزكية من بايدن نفسه، الذي اختارها نائبة له، يمكن القول إن بايدن كان واثقاً بقدراته أكثر مما ينبغي، فها هي أموال المانحين للحزب الديمقراطي تضخّ بكثافة لحملة هاريس، بعد أن عزف هؤلاء المانحون عن تقديم أي دعم مالي لبايدن، قبل إعلانه الانسحاب من المعترك الانتخابي، كما أن حالاً من التفاؤل والحيوية بدأت في التشكّل حول هاريس، اكتسبت زخماً إضافياً بإعلانها عن اختيار حاكم ولاية مينيسوتا، تيم والتز، نائباً لها في حال فازت بالرئاسة.
تصريح أخير لجو بايدن أدلى به في مقابلة أجرتها معه شبكة «سي بي إس»، استوقف المراقبين، حين عبّر عن «عدم ثقته على الإطلاق» بحصول انتقال سلمي للسلطة إلى كامالا هاريس في حال خسارة دونالد ترامب انتخابات نوفمبر المقبل، مؤكداً على ضرورة أخذ تلميحات ترامب بعدم تقبل الخسارة بجدية، قائلاً: «إذا خسر ترامب فلست واثقاً على الإطلاق بأن انتقال السلطة سيكون سلمياً»، مشيراً إلى تهديدات ترامب بإحداث «حمام دم» في حال خسارته.
اللافت أن بايدن لم يسبق له، قبل أن يعلن انسحابه من الترشح، أن حذّر من سيناريو مشابه في حال كان الفائز هو نفسه، أي بايدن، مكتفياً بترداد الحديث عن المخاوف على الديمقراطية في حال فاز ترامب، ومؤكداً أنه ما من مرشح آخر قادر على إلحاق الهزيمة بترامب سواه، ما يترك انطباعاً سلبياً حتى في صفوف الديمقراطيين وقاعدتهم الانتخابية حول قدرة هاريس لا في إلحاق الهزيمة بترامب فحسب، وإنما مواجهة سيناريو مشابه لذاك الذي حدث في 9 يناير 2021 باقتحام مبنى الكابيتول لتعطيل حفل تنصيب بايدن رئيساً احتجاجاً على نتائج الانتخابات، حيث يرى ترامب ومناصروه أن نتائج تلك الانتخابات سرقت منه.
في تحذيره من مغبة تكرار سيناريو مشابه لما جرى يومها لم يكتف بايدن بذكر تصريحات لترامب أدلى بها في سياق حديثه عن استيراد السيارات الكهربائية من الصين، التي تضمنت، حسب بايدن، تحذيراً حرفياً من «حمام دم» إذا خسر الانتخابات، وإنما زعم أيضاً سعي ترامب لتعيين حلفاء له في مناصب أساسية بلجان انتخابية في بعض الولايات للتلاعب بنتائج الفرز إذا خسر مجدداً.
تصريح يحمل على توقع «سيناريو» مرعب قادم في أمريكا.
