عادي

هاريس تشهر سلاح الضحك في وجه «حملة ترامب»

20:29 مساء
قراءة 3 دقائق
هاريس الضحك

إعداد: محمد كمال

بحيلة ذكية، تسعى كامالا هاريس لتحويل انتقادات ضحكاتها العالية إلى سلاح لحملتها، في ظل حروب التصريحات مع حملة المرشح الجمهوري دونالد ترامب ونائبه جي دي فانس، إذ بدأت الحملة مؤخراً ترسيخ فكرة «الفرحة كدرع سياسية»، شعاراً لحملة المرشحة الديمقراطية التي وجدت نفسها في خضم معركة بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من سباق الانتخابات الرئاسية.

ومن المثير أنه في وقت مبكر من توليها منصب نائبة الرئيس، عندما واجه هاريس سيل من الانتقادات بسبب ضحكها في المؤتمرات واللقاءات وأحياناً في غير موضع ضحك، لجأت إلى مقربين منها متسائلة عما إذا كان ينبغي لها أن تضحك، أو تظهر روح الدعابة، على الإطلاق، وفق صحيفة نيويورك تايمز.

  • ضحك على طول الطريق

ويشير التقرير إلى أن المقربين أكدوا لها أنه يجب عليها الاستمرار في الضحك وروح الدعابة والمرح، وفقاً لشخصين مطّلعين على المناقشات في ذلك الوقت. لكنها ورغم ذلك تابعت بحذر شديد، وشرعت في سلسلة من المظاهر الخاضعة لرقابة مشددة، ثم بدأت في التركيز على قضايا مثل حقوق الإجهاض وعملت على تعزيز مهاراتها في السياسة الخارجية. وعلى طول الطريق، لم يفارقها الضحك أبدًا.

ويشير مراقبون إلى أنه ليس من قبيل المصادفة أن «الفرحة» - وهي وسيلة تم اختبارها في المعركة - أصبحت العمود الفقري لحملة هاريس في الأيام الأخيرة.

وللتعبير عن أفكارها، قالت هاريس في حملة انتخابية مع عمال صناعة السيارات يوم الخميس في واين بولاية ميشيغان: «الشيء الذي نحبه في العمل الجاد هو أننا نستمتع بالقيام به.. لأننا نعرف ما نمثله.. وهذا يجعلنا نقاتل من أجله».

  • والز على الدرب

وعلى خطاها سار نائبها تيم والز، حاكم ولاية مينيسوتا الذي قال الأربعاء في ديترويت: «الشيء الوحيد الذي لن أسامحهم عليه (الجمهوريين) هو أنهم يحاولون سرقة الفرحة من هذا البلد.. لكن هل تعرف ماذا؟ رئيسنا القادم (هاريس) يجلب الفرح».

وأكد مراقبون أن اعتماد «الفرح كدرع سياسية» سمح أيضًا لهاريس ووالز بتوجيه بعض اللكمات إلى ترامب ونائبه، السيناتور جي دي فانس من ولاية أوهايو.

واستهدفت هاريس، المدعية العامة السابقة، ترامب بسبب مشاكله القانونية العديدة، وسط هتافات مؤيديها الصاخبة والتي تقول«احبسيه»، فيما يلتهم الجمهور سخريتها وضحكاتها مع سيول من التعليقات المرحة على وسائل التواصل الاجتماعي.

  • ترامب منزعج

وفي قلعة ترامب الساحلية، مارالاجو، يشعر هو ومستشاروه بطبيعة الحال بالاستياء إزاء هذا الاهتمام الشعبي. فيما تحاول هاريس خلال تجمعاتها المكتظة جعل التفاؤل شرطًا أساسيًا للحضور. حيث يقاوم المؤيدون حرارة شهر أغسطس/آب، متجاهلين الطوابير الطويلة والاختناقات المرورية، فيما يقوم المتطوعون المعينون حديثاً بمنحهم قمصاناً تحمل عبارة «كامالا للجميع» ويقومون بتوزيع المياه، وسط أجواء من الموسيقى الصاخبة والرقص على أنغام بيونسيه وشير وويتني. وعلى شبكة الإنترنت تتفاعل «الميمات» الخاصة بأشجا جوز الهند المرتبطة بهاريس.

  • اضرب يدك بمطرقة

ويقول دونالد جرين، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا: «إذا ضربت إحدى يديك بمطرقة، فإن اليد الأخرى ستشعر بالارتياح.. أعتقد أن المشكلة تمثلت في الشعور المتزايد بالهلاك لدى الديمقراطيين عندما فكروا في الانحدار في ظل ترشيح بايدن، لكن الأمور أخذت منحى آخر الآن».

وتستفيد هاريس، التي حصلت على معدلات تأييد منخفضة خلال معظم فترة وجودها في منصب نائبة الرئيس، من نظرية الدكتور جرين عن إعادة تقديمها النشطة والمبتسمة للناخبين، حيث توجد في «كل مكان».

وتظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن هاريس تحقق مكاسب مع الناخبين الشباب وتسد الفجوات في الولايات التي تمثل ساحة المعركة والتي تحتاج إلى الفوز بها. وقام نحو 370 ألف متطوع بالتسجيل في أول 12 يومًا من ترشحها، وفقًا لمسؤول في الحملة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mwbnfd77

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"