احترار في منابع أطول أنهار الصين

إعداد: مصطفى الزعبي
تشهد منابع نهر اليانغتسي، أطول نهر في الصين، ولانتسانغ اتجاهاً للاحترار والرطوبة، ما يشكل تحديات متعددة كبيرة وفقاً لدراسة جديدة من هيئة الأرصاد الجوية الصينية.
وكشفت هذه المعلومات خلال رحلة علمية حديثة أجراها الباحثون بمنابع نهري اليانغتسي ولانتسانغ بمقاطعة تشينغهاي شمال غربي الصين.
وقال تشين بنغ تشنغ، من هيئة الأرصاد الجوية، إنه بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين، وبظل سيناريوهات الانبعاثات المعتدلة، يمكن أن يرتفع متوسط ​​درجات الحرارة في منطقة مصدر نهر اليانغتسي بمقدار 2 إلى 4 درجات مئوية، مع احتمال زيادة هطول الأمطار بنسبة 10 إلى 30% مركز حوض نهر اليانغتسى.
وتقع منابع نهر اليانغتسي على هضبة تشينغهاي - شيزانغ، بمتوسط ​​ارتفاع يزيد على 4500 متر. والهضبة، المعروفة باسم «سقف العالم»، هي أيضاً مسقط رأس النهر الأصفر، ثاني أطول نهر في البلاد، ونهر لانتسانغ (المعروف باسم نهر ميكونغ بعد أن يتدفق خارج الصين).
وأدى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الرطوبة إلى زيادة المخاطر، بما في ذلك انكماش الأنهار الجليدية وزيادة تدفق المياه والرواسب.
وقال فان يو: «إن تراجع الأنهار الجليدية المتسارع بالمنطقة واضح، حيث تظهر الأنهار الجليدية الشهيرة انكماشاً تدريجياً».
إضافة إلى ذلك، تزايدت وتيرة وكثافة أحداث هطول الأمطار الشديدة بالروافد العليا لنهر اليانغتسي، وفي أغسطس/ آب 2023، سجلت محطة تشيميندا الهيدرولوجية فيضاناً يحدث مرة واحدة كل قرن منذ إنشائها عام 1956، ما تسبب في أضرار جسيمة للطرق المحلية.
وبالفترة من 1 إلى 22 يوليو/ تموز من هذا العام، كان هطول الأمطار بمنطقة مصدر نهر اليانغتسي أعلى بنسبة 53.5% من المتوسط ​​لنفس الفترة بالسنوات السابقة وحطم رقماً قياسياً خلال العقد الماضي.
وأدت جهود الصين للحفاظ على البيئة إلى تحسين التنوع البيولوجي في المنطقة، ويدعو الخبراء إلى استجابة عالمية واتخاذ تدابير مشتركة لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري، إلى جانب زيادة الاهتمام والأبحاث حول ارتفاع درجة حرارة نهر اليانغتسي ومنابعه الأكثر رطوبة.
وتلعب المكونات الحيوية للنظام البيئي لهضبة تشينغهاي-شيزانغ، ومناطق منابع نهري اليانغتسي ولانتسانغ، دوراً حاسماً بحماية موارد المياه، وحماية التنوع البيولوجي، وضمان الاستقرار البيئي.