التبرع بالأعضاء .. رسالة حب وأمل

01:11 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

التبرع بالأعضاء، عمل إنساني نبيل يجسد قيم العطاء والتضحية، في سبيل إنقاذ حياة العديد من الأشخاص وتحسين جودة حياتهم. وتكفي الإشارة هنا الى أن وصية متبرع واحد بأعضائه يمكن أن تنقذ حياة ما يصل إلى ثمانية أشخاص.
مجتمع الإمارات المعروف بإنسانيته وحبه لعمل الخير، سجل تجاوباً كبيراً مع البرنامج الوطني للتبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية «حياة»، مع إبداء 26,825 شخصاً رغبتهم في التبرع بأعضائهم.
دولة الإمارات أصبحت اليوم، إحدى الوجهات العالمية المهمة في التبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، حيث تمكنت من تحقيق هذه المكانة المتقدمة بالاستناد إلى مجموعة من المقومات، من بينها التطور الهائل والسريع الذي يشهده القطاع الصحي في الدولة، خاصة في جانب الممارسات المهنية، وتوفر التخصصات الدقيقة، والبنية التحتية والتقنية والحلول الذكية، فضلاً عن مجموعة المنشآت الطبية، الحكومية والخاصة، الرائدة، التي يزخر بها القطاع الصحي.
فكرة التبرع بالأعضاء قد تبدو صعبة بعض الشيء عند العديد من الأشخاص، وهو ما تعمل وزارة الصحة ووقاية المجتمع على تغييره، عبر دعوتها للمشاركة في برنامج «حياة» الوطني الهادف إلى دعم جهود الدولة الرامية إلى تشجيع الأفراد على دعم التبرع بالأعضاء والأنسجة، وفقاً للممارسات الدولية المتبعة في هذا المجال، لتوفير الرعاية لمرضى القصور العضوي.
بعض الحقائق قد تكون كفيلة بتغيير العديدين نظرتهم من عملية التبرع، إذ بإمكان الأحياء التبرع بالكلى وجزء من الكبد إلى الأقارب حتى الدرجة الرابعة ويمكن كذلك التبرع بالكلى والكبد بين الأحياء غير الأقارب، أما المتبرعون بالأعضاء بعد الوفاة فيمكنهم التبرع بالقلب، والكبد، والكليتين، والرئتين، والبنكرياس وجزء من الأمعاء إضافة إلى التبرع بالأنسجة.
إن التبرع بالأعضاء ليس مجرد عمل طبي، بل هو رسالة حب وأمل تتجاوز حياة الفرد لتؤثر بشكل إيجابي في المجتمع بأسره. ومن هنا تبرز أهمية التوعية بأهمية التبرع بالأعضاء وتشجيع الناس على اتخاذ هذا القرار النبيل، لضمان توفير الأعضاء اللازمة للمرضى المحتاجين، وتحسين جودة حياتهم.
البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية حقق حتى الآن نجاحاً متميزاً بإظهار التكافل المجتمعي والتسامح من خلال تمكين المرضى المحتاجين لزراعة أعضاء من استعادة الأمل بحياة جديدة.
إن الحديث عن التبرع بالأعضاء بين الأهل والأصدقاء، وتسجيل الرغبة في التبرع يمكن أن يكون خطوة صغيرة تؤدي إلى تغيير كبير، لذا دعونا نعمل معاً لتعزيز هذه الثقافة النبيلة ونشر الوعي بها في مجتمعاتنا.

 

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/47tbz9w8

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"