عادي
محلّلون يتوقعون بداية مسلسل خفض الفائدة قريباً

جاكسون هول 2024.. إشارات مرتقبة من خطاب جيروم باول

17:55 مساء
قراءة 3 دقائق
متابعة: أحمد البشير

خلال الأسبوع الماضي، تم إصدار مجموعة من البيانات الاقتصادية التي أعطت مؤشرات واضحة حول حالة الاقتصاد الأمريكي، وتوجهات التضخم وسوق العمل. حيث أظهرت البيانات أن التضخم آخذ في الارتفاع، وأن سوق العمل لا يزال مستقراً، رغم أنه لم يعد بنفس القوة السابقة، وأن الاقتصاد لا يبدو متجهاً نحو الركود العميق على الرغم من وجود احتمالات التباطؤ.

وهذه التطورات الاقتصادية تأتي في فترة حرجة لصانعي السياسات في الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. حيث تبدأ هذه المرحلة الحاسمة، هذا الأسبوع، مع انعقاد المؤتمر السنوي للبنك المركزي في جاكسون هول، بولاية وايومنغ، ويتبعه تقرير الوظائف في الأسبوع الأول من سبتمبر/ أيلول، والذي يُعتبر أساسياً لتوجيه قرارات السياسة النقدية. وتُختتم هذه الفترة باجتماع لجنة السوق المفتوحة في 17-18 سبتمبر لمراجعة السياسات النقدية.

  • خطاب باول 

ومن المرتقب أن يلقي جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، خطاباً مهماً في نهاية مؤتمر جاكسون هول، حيث يُتوقع أن يقدم توجيهات حول مسار السياسة النقدية المستقبلية. ومع ذلك، من المتوقع أن يبقي باول الخيارات مفتوحة، حيث لا يريد البنك المركزي أن يرتكب نفس الخطأ الذي وقع فيه في بداية أزمة التضخم، عندما اعتبر التضخم مؤقتاً.

ويواجه الاحتياطي الفيدرالي الآن، تحدياً بشأن كيفية الاستجابة للارتفاع في التضخم، فبيانات الأسبوع الماضي أشارت إلى أن زيادة الأسعار للمستهلكين قد تباطأت لأدنى مستوى لها منذ أكثر من ثلاث سنوات، كما كانت الزيادات في الأسعار بالجملة شبه معدومة في يوليو/ تموز. وعلى الرغم من هذه المؤشرات الإيجابية، إلا أن هناك بعض العوامل السلبية مثل تراجع قطاع الإسكان، والذي شهد انخفاضاً في عمليات البدء بالبناء، وإصدار التصاريح لمستويات لم تشهدها منذ أربع سنوات.

وبالنظر إلى هذه البيانات، يعتقد العديد من المحللين في الأسواق، أن الاحتياطي الفيدرالي قد يبدأ بخفض أسعار الفائدة قريباً، وربما في اجتماعه القادم في سبتمبر. حيث يشير تسعير السوق إلى احتمالات بنسبة 3 إلى 1 لخفض بنسبة ربع نقطة مئوية (25 نقطة أساس) في سبتمبر، ومن المحتمل أن يتبع ذلك مزيد من التخفيضات في نوفمبر، وديسمبر.

والمخاوف الأساسية في السوق تتعلق بضرورة أن يكون خفض الفائدة متناسباً مع انخفاض التضخم، وليس نتيجة لطارئ اقتصادي كبير، مثل انهيار سوق العمل، أو حدوث أزمة مالية كبيرة. وبعض المحللين يرون أن الاحتياطي الفيدرالي يجب أن ينتظر حتى تتضح الرؤية بشكل أكبر قبل اتخاذ أي خطوات جريئة بشأن أسعار الفائدة.

  • خطوة سابقة لأوانها

من ناحية أخرى، هناك أيضاً من يعتقد أن خفض الفائدة قد يكون خطوة سابقة لأوانها، إذ إن التضخم لم تتم السيطرة عليه بالكامل بعد. وفي الوقت الذي تراجعت فيه الأسعار بشكل عام، إلا أن تكاليف الإسكان ما زالت ترتفع بشكل غير متوقع، وارتفاع الإنفاق الاستهلاكي في يوليو/ تموز يشير إلى أن المستهلكين ما زالوا قادرين على التعامل مع أسعار الفائدة المرتفعة، وهو عامل يزيد من الضغوط التضخمية.

وعلى الرغم من هذه المخاوف، يتوقع البعض أن باول سيوجه إشارات في مؤتمر جاكسون هول، تؤكد قرب الانتقال إلى سياسات نقدية أكثر تساهلاً. كما يُتوقع أن يعلن باول عن نجاح الاحتياطي الفيدرالي في خفض التضخم بشكل ملحوظ، ما قد يعزز من موجة التفاؤل في الأسواق المالية، والتي بدأت بالفعل، قبل اجتماع اللجنة في سبتمبر.

وبشكل عام، يبدو أن الاحتياطي الفيدرالي أمامه خيارات معقدة خلال الأشهر المقبلة. حيث عليه أن يوازن بين الاستمرار في سياسة التشديد النقدي لكبح التضخم بشكل نهائي، وبين التحرك نحو تخفيف السياسات النقدية لدعم الاقتصاد، وتجنّب حدوث ركود عميق.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2mj97r3h

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"