عادي
مؤتمر مدينة الذهب ينطلق تحت رعاية أحمد بن سعيد

تجارة الذهب في دبي تنمو 30% رغم أزمة الاقتصاد العالمية

03:27 صباحا
قراءة 7 دقائق

برعاية سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس دائرة الطيران المدني بدبي الرئيس الأعلى والرئيسي التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة بدأت امس اعمال الدورة السادسة لمؤتمر دبي مدينة الذهب الذي تنظمه مجموعة دبي للذهب والمجوهرات على مدى يومين، معرباً سموه عن تفاؤله بمستقبل قطاع الذهب في المنطقة .

ويشهد المؤتمر حضور ما يزيد على (50) موفداً من قطاعات تجارة وتصنيع الذهب والمجوهرات إلى جانب ممثلين عن مؤسسات مالية عالمية حيث يناقشون أبرز توجهات ومستجدات القطاع، في ظل ارتفاعات اسعار الذهب والاضطرابات التي تشهدها أسواق المال العالمية حيث يشارك في المؤتمر اكثر من (20) متحدثاً عالمياً يستعرضون خبراتهم وآراءهم حول القضايا المهمة التي تواجه القطاع .

تركز الدورة الحالية لمؤتمر دبي للذهب على مفهوم مكاملة عمليات القطاع الذي يتناول التحديات والفرص التي يشهدها القطاع في مختلف مراحل الانتاج بدءاً من التنقيب وانتهاءً بالتزويد .

وقال سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد، ان دبي تعد مدينة الذهب ووجهة تجارة المجوهرات على مستوى العالم في الوقت الذي تفتخر بأنها تضم كبرى محال المجوهرات، وتستضيف المؤتمر السادس لدبي مدينة الذهب في الوقت الذي يشهد فيه المجتمع الدولي ارتفاعاً في اسعار الذهب عالمياً، ويكتسب الذهب أهمية بارزة حيث يشكل اداة رئيسية للتحوط ويمثل مؤشراً مهاماً في الاستقرار المالي .

واشار سلطان المنصوري الى ان قطاع الذهب على مستوى العالم يشهد تقلبات كبيرة وارتفاعاً في الاسعار وصل به الى مستوى الف دولار، ما يشكل تحدياً جديداً أمام تجارة الذهب العالمية، وقد ألقى ذلك بظلاله على ارتفاع قيمة الألماس وغيره من المجوهرات .

وأضاف ان التطورات اسهمت في احداث تأثيرات عميقة في نمو اقتصاد دبي والمنطقة بشكل عام، وتمثل دبي مركزاً عالمياً مهماً لتجارة الذهب والألماس، موضحاً ان رواج سوق الذهب والمجوهرات يعكس الرغبة المتزايدة في تنويع مصادر الاقتصاد وتقليل الاعتماد على موارد النفط، فقد شهد عام 2007 ارتفاعاً في اسهام الناتج غير النفطي الى 65% يشكل قطاع الذهب والمجوهرات 10% منها وتأتي مساعي التنويع ضمن خطة دبي الاستراتيجية لعام ،2015 بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والتي تهدف الى زيادة متوسط النمو السنوي الى 11% عام 2015 .

وذكر وزير الاقتصاد انه من المقرر ان تكون تجارة الذهب والمجوهرات أحد السبل الرئيسية للتنويع في الوقت الذي تشكل إعادة التصدير العمود الفقري في الاعتماد على الموارد غير النفطية، فقد بلغت واردات دبي من الذهب 559 طنا عام 2007 بنمو 14% عن ،2006 وبلغ حجم إعادة التصدير 287 طنا مقارنة ب 274 في ،2006 مشيرا الى أن دبي تعد مركزا مهما لتجارة الألماس حيث بلغت مبيعاتها من الألماس ومنتجاته في 2007 نحو 11،23 مليار دولار مسجلة نسبة نمو 53% مقارنة بعام 2006 .

وأوضح ان دبي استضافت السنة الماضية 7 ملايين زائر أسهموا في ارتفاع مبيعاتها من الذهب والمجوهرات بنسبة 12% من حيث حجم البيع، و20% من حيث قيمته، مشيرا الى أن مساعي دبي لتحسين شبكة النقل وقطاعات الضيافة مع ارتفاع عدد السياح الى 15 مليوناً عام ،2015 وهو ما سوف يخدم تجارة الذهب، بالإضافة الى مشروعات البنية التحتية التي تعتزم حكومة دبي إنشاءها مع وجود كل التسهيلات للأنشطة التصديرية وعدم وجود تعريفة جمركية .

وأضاف سلطان المنصوري انه على الرغم من ارتفاع اسعار الذهب إلا أن ارتفاع الطلب وتوفر القدرة الشرائية أسهما في الحفاظ على مستويات تجارته وتجارة المجوهرات عامة، وقد سجلت تجارة الذهب في دبي نموا يقدر ب 30% رغم أزمة الاقتصاد العالمية .

وقال توحيد عبدالله رئيس مجلس إدارة مجموعة دبي للذهب والمجوهرات ان مؤتمر دبي مدينة الذهب هو حدث سنوي نابع من الرغبة القوية لدى مجموعة دبي للذهب والمجوهرات في ترسيخ الصورة المشرقة لقطاع المجوهرات في دولة الإمارات على المستوي العالمي . ويسعدنا أن يشارك في مؤتمرنا اليوم أكثر من 500 شخصية بارزة، بينهم رؤساء تنفيذيون، وقادة قطاع، ومصرفيون من الاسواق المحلية والعالمية، وشخصيات حكومية .

وأضاف ان مؤتمرنا الذي ينعقد على مدار يومين يأتي في وقت حافل بالتحديات العالمية وفي ظل اقتصاد عالمي متقلب واستمرار اسعار الذهب في الارتفاع، ولكن، هذه الظروف هي نفسها التي تقرب المسافات بيننا اليوم أكثر من أي وقت مضى، فها نحو نجتمع معاً لنتباحث ونستعرض التحديات التي تقف في وجهنا، ونبذل كل ما في وسعنا لتوحيد جهودنا بدعم من سلاسل التوريد والحكومة وتجسيدا لشعار مؤتمرنا مكاملة عمليات القطاع .

وأشار الى أن الذهب الآن استعاد مكانته العريقة التي اكتسبها منذ قديم العصور كأفضل تحوط ضد فترات التضخم . ومع استقرار الأسعار بشكل أكبر، فإن المستهلكين سيعتادون على مستوى اعلى للسعر .

وقد رأينا أخيرا في دولة الإمارات مبادرات تقودها الحكومة، مثل اللآلئ العربية، بهدف إحياء الإرث العريق لتجارة اللؤلؤ، والمختبر الدولي للألماس المشروع المشترك الذي أطلقه مركز دبي للسلع المتعددة لتوفير شهادات الألماس وفق أرقى المعايير . وقد ساعد المؤتمر الذي يغطي الطيف الكامل لقطاع الذهب والمجوهرات، في تعزيز مكانة الإمارات بصفتها وجهة المجوهرات الأولى في العالم .

وقال ناجي المهدي المدير التنفيذي في المعهد الوطني للتعليم المهني في الإمارات، ان تنمية الموارد البشرية هي أحد أهم العناصر التي يفتقد إليها قطاع الذهب والمجوهرات على الرغم من تطور القطاع من بقية النواحي كالتسويق والتجارة، مشيراً الى أنه لا بد من العمل المتواصل لإيجاد التكامل في تنمية الموارد البشرية من خلال إعداد الطاقات والكوادر للتكامل والتماشي مع استراتيجية دبي لعام 2015 .

وركز على أهمية إعطاء قيمة مضافة للقطاع بصورة إجمالية ويتم هذا الشيء من خلال محاولة إيجاد ربط شامل مع المؤسسات العاملة في القطاع . وقال لقد تمكنا من إيجاد شراكة مع داماس حيث خرجت هذه الشراكة بأكاديمية داماس للمجوهرات وستكون الأكاديمية إحدى مبادرات المعهد الوطني للتعليم المهني التابع لهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي .

وأوضح ناجي المهدي أن الأكاديمية تتولى إعداد المواطنين بالدرجة الأولى، بالإضافة لكل شخص يرغب في المشاركة في برامجها حيث تعنى الأكاديمية بطرح وتوفير دورات تدريبية للعاملين في قطاع الذهب، وتقوم شركة داماس بتمويل المواطنين الدارسين في الأكاديمية ومن ثم توفير التمويل أو الدخول معهم في شراكات وإعداد مشاريع تخدم القطاع بعد تخرجهم .

من جانبه، رسم إيان ماكدونالد المدير التنفيذي للذهب والمعادن النفيسة في مركز دبي للسلع المتعددة، صورة مشرقة لمستقبل قطاع الذهب، وأطلع الحاضرين على الجهود التي يتم بذلها في سبيل مكاملة العمليات التجارية في سوق الذهب بدبي .

وقال ماكدونالد: سجلت تجارة الذهب في دبي نمواً بنسبة 16% الى 19 مليار دولار في عام 2007 . كما شهد حجم الذهب الذي تتم تنقيته في الإمارة نمواً متواصلاً عاماً تلو الآخر، وان المحافظة على هذا النمو يتطلب تعزيز الثقة بقطاع تجارة الذهب في دبي وربطه بشكل فاعل بالأسواق الاستثمارية العالمية .

وأكد معاذ بركات العضو المنتدب لمجلس الذهب العالمي في منطقة الشرق الأوسط وباكستان وتركيا، أن قطاع الذهب مؤهل لتحقيق نمو مستدام على المدى البعيد، برغم المخاوف حول هبوط المبيعات في ظل المستويات القياسية التي وصلت ا ليها أسعار الذهب، وأضاف: لطالما شكل الذهب عنصر جذب كبيراً للمستهلكين . ونحن واثقون بأنه من خلال مواصلة مسيرة التطوير والابتكار في التصاميم، فضلاً عن رسم استراتيجيات تسويقية مدروسة وفاعلة، سيتمكن القطاع من قهر كافة التحديات التي فرضها ارتفاع وتقلب أسعار الذهب .

وسيواصل المؤتمر فعالياته اليوم، حيث سيكشف كبار ممثلي القطاع والخبراء الماليين عن رؤاهم حول ازدهار تجارة المجوهرات والألماس والأحجار الكريمة - المشهد على الساحة العالمية، قبل أن تختتم فعاليات اليوم بجلسة نقاش حول تجارة المجوهرات وتمويلها - الفرص والتحديات .

وتنعقد الدورة السادسة من مؤتمر دبي مدينة الذهب بالتعاون مع مركز دبي للسلع المتعددة . والرعاة الرئيسيون للحدث هم ترانس جارد للخدمات الأمنية وإيه بي إن أمرو . وأما الرعاة الداعمون فهم ستاندرد بنك، ومجلس الذهب العالمي، وإتش إس بي سي الشرق الأوسط، والإمارات دبي الوطني، وسكوتيا موكاتا .

الذهب فقط

قال معاذ بركات الرئيس التنفيذي لمجلس الذهب العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وباكستان ان مجلس الذهب العالمي يطرح حملة عالمية اسمها أونلي جولد فقط الذهب، وقد حاولنا في هذه الحملة أن ننظر إلى الشخص العادي كمستهلك للذهب ومتابعة سلوكه الشرائي، وما الأمور التي تجعله يشتري الذهب على الرغم من ارتفاع الأسعار، حيث وجدنا أن الذهب يمكن أن يستخدم كلغة أو بالأحرى فالكثيرون يستخدمونه كلغة للتعبير عن الحب أو الاحترام، هذا بالاضافة إلى أن الذهب يمكن أن يكون عاملاً ثابتاً وأحد أهم أنواع الأصول المالية الثابتة التي يتم اللجوء إليها في كثير من الأحيان خاصة في حالة الهرب من مخاطر فقدان العملة قيمتها والتضخم، ومن ذلك أخذت الحملة شعار الذهب فقط فهو الوحيد الذي يمكن أن يعبر عن كافة المشاعر الانسانية بالاضافة إلى أهميته كأحد أنواع الاستثمار المجدي قليل المخاطر .

وفيما يخص السهم الذهبي قال بركات ان السهم موجه إلى كافة الشرائح ويخاطب كافة الطبقات من أفراد وشركات وصناديق سيادية مشيراً إلى انه ليس هناك من أذى للاستثمار، وتكمن أهمية هذا السهم في كونه الأول من نوعه كسهم يغطي البلدان الاسلامية ويتماشى مع الشريعة .

وأكد بركات أهمية التسويق في تجارة الذهب وضرورة العمل على ايجاد نوع من التكاتف بين الأطراف العاملة في القطاع لمواجهة التحديات التي يواجهها الذهب مثل تذبذب الأسعار وعدم وجود التمويل الكافي مع الارتفاعات السعرية، مشيراً إلى ان تذبذب الأسعار هو أكثر الأمور التي تخيف المستثمرين، وتجعلهم مترددين في شراء الذهب ووضع رؤوس أموالهم في هذا القطاع .

وشدد على أهمية الإمارات ودبي في تجارة وتسويق الذهب على المستوى العالمي وعلى موقعها في صدارة بلدان الشرق الأوسط حيث يقدر حجم الاستهلاك فيها ب 105 أطنان ما يعادل 9 مليارات درهم .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"