غيوم كرة القدم

03:43 صباحا
قراءة دقيقتين
ضياء الدين علي

** تلبّد الجو الكروي بالغيوم، بعد القرارات الجريئة التي اشتركت فيها عمومية الرابطة وإدارة الاتحاد بإلغاء المسابقات التي لم تنته من موسم 2020/‏19، ليس فقط لأن القرارات حملت صفة المفاجأة بالنسبة إلى ماسبقها من توقعات منطقية، ووعود محلية، وتوجيهات دولية من ال«فيفا» باتجاه استئناف المسابقات وحسم أبطالها، وإنما للأسلوب الذي تم به اتخاذ تلك القرارات، وبخاصة قرار إلغاء دوري الموسم وشطب كل نتائجه من دون أن يكون بين أيدينا بطل أو هابطان، وكذلك الحال بالنسبة لدوري الهواة الذي انتهى بلا صاعدين، ومسابقة الكأس التي ماكان ينقصها إلا مباراة التتويج.

** وحتى تتضح وجهة النظر في هذه الجزئية.. أسجل أن القرارات لو اتخذت بواسطة إدارة الرابطة «المخولة قانوناً» لكان ذلك أكثر إقناعاً وقبولاً، لأن المشرع من البداية تحاشى أن يشترك المنافسون في قرار ضد مصالحهم، سواء كان ذلك باتجاه التتويج أو الصعود والهبوط، ناهيك عن العواقب والتداعيات المستقبلية التي أشرت لها في المقال الماضي (المشهد من 4 زوايا)، تحت عنوان «أزمة الثقة» المرتقبة، ولقد كانت شواهد وعلامات ذلك في الأيام الماضية أسرع مما توقعت،ويتضح ذلك مما يلي:

1- أكثر ما يخشى منه هو نشوء حالة من «التربص والارتياب» في كل قرار مهم ومصيري سيواجه اللعبة، فالجو أصبح مشبعاً بهذه المعاني غير الصحية والتي لا تساعد على النجاح عموماً، ف«العمومية» التي تحصنت بها الرابطة استثنائياً للموسم الاستثنائي، ستكون حاضرة عند الأندية للمطالبة بها عندما يكون القرار ليس على الهوى أو المصلحة، وبين أيديهم سابقة حاضرة وذريعة جاهزة.

2- هل الأمور بخير بين أعضاء الجمعية العمومية وبعضهم الآن؟ الإجابة لا تحتاج إلى اجتهاد، ولعل مطالعة مهاترات السوشيال ميديا تجيب كماً وكيفاً، فالرابطة حررت نفسها من المسؤولية ومن المواجهة المكشوفة مع المتصدر ومنافسيه في إلغاء الدوري بتتويج من عدمه، بنقل أرض المعركة إلى العمومية ليس إلا، وأصبحت العمومية عملياً 3 أحزاب من الداخل.

3- لقد أتينا بما لم يأت به أحد قبلنا، ببت عمومية المحترفين في مصير الهواة، لاسيما في وجود تضارب بالنص على صلاحية تقنين عدد الأندية في لائحتي عموميتي الرابطة والاتحاد معاً.

4- على الرغم من أن الرابطة كانت «ذكية» ولا أقول «ماكرة» في سرعة إعلان أجندة الموسم الجديد، لطي صفحة الموسم بكل مشكلاته، إلا أن قرار إنهاء دوري «الثانية» لاحقاً بتتويج نادي كواترو بطلاً وقف مثل «اللقمة في الزور»، وأطلت في الحال، أسئلة عن سبب الكيل بمكيالين، ولماذا لم يَسْرِ على الدرجة الثانية ما سرى على «المحترفين»أو العكس؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"