المشهد من 4 زوايا

03:59 صباحا
قراءة 3 دقائق
ضياء الدين علي

** صار ما صار ولم يعد بالإمكان أن نعيد عقارب الساعة إلى ما قبل يوم 18 يونيو، للحيلولة دون انعقاد عمومية الرابطة التي ساقت الجميع نحو «بتر» كل المسابقات التي لم تكتمل. الحل بدا سحرياً منصفاً، وقاسياً ظالماً في الوقت نفسه. وبعيداً عن التحليلات والتأويلات التي سبقت القرارات وتلتها، دعونا نتفق مبدئياً على شيء مهم، هو أن كل ما جرى تم في إطار قانوني صحيح، ولا توجد فيه أخطاء إجرائية من أي نوع، أما الصواب من عدمه، وما إذا كان الحل الذي بين أيدينا هو أفضل الحلول، فإن الإجابة الأكيدة عن هذا السؤال هي بملء الفم «لا».

** وهناك أسئلة أخرى تفرض نفسها بالنسبة إلى المستقبل، من جراء تبعات السقوط في أول امتحان حقيقي لإدارتي الاتحاد والرابطة، تندرج كلها تحت عنوان «أزمة ثقة»، والمخاوف التي يُحذر منها واضحة، لكن سأتوقف عندها في مقال آخر، إنما الآن دعونا نعيد النظر في المحصلة التي وصلنا إليها من 4 زوايا:1-الرابطة، 2- الاتحاد، 3-المتضررون، 4- المستفيدون، وسأتحدث بلسان كل منهم.

* أولاً الرابطة: المسؤولية مسؤوليتنا نعم، لكن «من يده في الماي ليس مثل الذي يده في النار»، التبعات والعواقب التي سببتها أزمة كورونا لا يعرفها مثلنا أحد، وظروفنا الخاصة في الإمارات من حيث المواءمات والتوازنات والمصالح المتضاربة تقتضي «خروجاً آمناً»، تراعى فيه تلك الثوابت التي يرى البعض، من مدعي البطولة، إمكانية القفز من فوقها، فكان لا بد من الاحتماء ب «العمومية» لشرعنة القرار بأعلى سلطة، وليكون الكل شركاء فيه، والأهم، ليكون نهائياً بلا استئناف.. ولن نحفل كثيراً بردود الفعل.. فقريباً سوف ينسون ويتجاوزون، وربما يتبينون الحكمة وبعد النظر في ما فعلناه.

* ثانياً الاتحاد: كنا في مأزق وكل حساباته معقدة، وتدفع دفعاً في اتجاه عدم إكماله، المنتخب له الاعتبار الأول ولن يحفل به «عملياً» سوانا، وإذا كان الموسم استثنائياً فلماذا لا يكون قرارنا بشأنه استثنائياً كذلك؟ العمومية ورطتنا وفتحت علينا جبهات المتضررين. الدول المجاورة لا تشبهنا إلا في طقسها فقط إنما كل ما عدا ذلك يخصنا وحدنا، وبناء عليه لا يمكن القياس عليها أو الاحتذاء بها، لو استثنينا مسابقة الكأس وهي لم تنته مثل الدوري لفتحنا الباب لاعتراض شباب الأهلي الذي كان ينتظر تتويجه.. إذاً لنلغِ كل ما لم ينتهي من المسابقات، ولننفذ مقولة «All or Never»، وليخسر الكل بمنطق «المساواة في الظلم عدل»!

* ثالثاً المتضررون: المصيبة ليست واحدة موضوعياً ومادياً وتنافسياً، أكثرنا تضرراً الإمارات الذي كان يترقب نقطة واحدة ليتوج بطلاً للهواة، يليه العين شريك نهائي الكأس والمنافس على الدوري بفارق 6 نقاط، ثم شباب الأهلي كمتصدر للدوري، ثم الظفرة الطرف الثاني في نهائي الكأس، ودبا الحصن أقرب المنافسين على الصعود، وإذا كان أحدنا يتحسر على عشرين مليوناً في دوري الهواة، فبيننا من اقتربوا من المئتين في «المحترفين». دفعنا الثمن أكثر من سوانا، وما باليد حيلة، لكن.. الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.

*رابعاً المستفيدون: لم نحلم بهدية كهذه تسوقها الأقدار إلينا عن طريق الرابطة وجمعيتها. الفرصة جاءتنا والكرة أصبحت في ملعبنا، وكان طبيعياً جداً ألا نفرط فيها. مصلحتنا هي الحاضرة أولاً وثانياً وأخيراً. «المصلحة العامة» تخلى أصحابها عنها بمزاجهم وهذه غلطتهم لا غلطتنا. كل الحكاية أصوات بتربيطات وهذه لعبة «مجالسنا» وسنحسمها سواء كانت جهرية أم سرية، «فكونا».. لا هبوط ولا صعود ولا بطل ولا يحزنون، وليكن ما يكون!

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"