هرولة القطيع

03:49 صباحا
قراءة دقيقتين
ضياء الدين علي

* فرض الوضع الاقتصادي أحكامه على الجميع. هذه حقيقة لا يمكن تجاوزها أو الهروب منها، فإذا كانت الشهور الأولى للأزمة فرضت تبني شعار «الصحة أولاً» من أجل الحياة، فالمستجدات التي عايشناها مؤخراً من حيث طول مدة الأزمة، وعدم ظهور علاج أو لقاح حتى الآن، واحتمال مجيء موجات جديدة للفيروس اللعين، تقتضي تكتيكاً مغايراً يقوم على المواجهة والتكيف بمزيد من الوعي والإحساس بالمسؤولية على المستويين الفردي والجماعي، والمعادلة الصعبة التي سيكون علينا جميعاً أن نعرف ونحفظ عناصر مدخلاتها ومخرجاتها جيداً هي: كيف ندير عجلة العمل في كل المجالات من دون أن نقصر في إجراءات الوقاية وتدابير دعم المناعة، فعجلة الاقتصاد بحاجة للدوران لكي نعيش، و«المعيشة» لو دققنا في معناها سنجدها مرادفة للحياة التي لن يكون لها معنى بدون صحة.

* ترددت كثير من المصطلحات في أيام الأزمة الحالية، ولكن أكثر ما لفت الانتباه تلك المصطلحات التي جعلت شعوب العالم كله تتوحد في همّ واحد وهم يواجهون تداعيات جائحة «كورونا»، فلم يكن هناك أي حرج في تداول كل ما يرتبط بمسمى «القطيع»، فوجدنا «ثقافة القطيع» حاضرة من البداية في التقليد والمحاكاة بالنسبة لكل ما يخص الإجراءات والتدابير الصحية، ثم وجدنا «مناعة القطيع» في الاتفاق الجمعي على أن المواجهة المجتمعية أفضل عملياً من الانعزال والحجر المنزلي، لأن لأي وباء أجلاً لا يزيد على 6 شهور، والمناعة المكتسبة بالمقاومة أفضل في العلاج من أي مصل أو دواء (سبحان مغير القناعات)، ومن قبل الأزمة عرفنا الكثير مما يندرج تحت مسمى «سياسة القطيع» في كل ما كان يأتينا من مبادرات ومخططات وأيضا من موضات وتقليعات، والآن يمكن أن نرصد ما يمكن تسميته ب«هرولة القطيع» في المضي قدماً نحو استئناف النشاط بغير وعي، فمن الأهمية بمكان تقدير كل خطوة بعناية فائقة، والرهان سيظل قائماً على الوعي الفردي والجمعي إلى ما لانهاية، وضع تحت «الوعي» ألف خط لو سمحت، لأنه ليس واحداً ومن الصعب أن يكون ثقافة مجتمع بأكمله، خصوصاً في عالمنا العربي.

* لا أعتقد أن استئناف النشاط الرياضي يشكل مشكلة كبيرة في ظل مستجدات التكيف مع الأزمة، والتوجه نحو العودة التدريجية في كل المجالات، لاسيما بعد أن شرعت معظم الدوريات الأوروبية في الترتيب لإكمال الموسم، وما علينا إلا الاقتداء بمن سبقونا لنسير على خطاهم، بشرط عدم التفريط في كل الإجراءات المطلوبة للسلامة والوقاية.. «وربنا يستر».

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"