كورونيات

05:33 صباحا
قراءة دقيقتين
منى البدوي

الوعي ثم الوعي ثم الوعي بأهمية وكيفية تطبيق الإجراءات الاحترازية، يعتبر من أهم العوامل المساهمة في الحماية من انتقال العدوى بفيروس «كوفيد 19»، حيث إن التطبيق الشكلي للإجراءات وإن انخفضت أعداد الحالات قد يسهم في عودة نشاط الفيروس السريع الانتشار، مثل وضع الكمامة أسفل الأنف، أو جرها إلى حدود الذقن عند الرغبة في الحديث وكأنها حاجز يمنع الصوت، والاستهتار بتطبيق التباعد الاجتماعي أو تجاهله، واستقبال الأعزاء ممن تجمعنا بهم الصدف بالقبل والأحضان، وغيرها من السلوكيات التي تعتبر مخالفات صحية وقانونية.
على الرغم من انخفاض معدلات الإصابة في الدولة والعائدة إلى سياسة التقصي السريع الذي فاق بأعداده ودقته وسرعته دول العالم المتقدم، والحزم في تطبيق الإجراءات الاحترازية، وما صاحب ذلك من عودة تدريجية إلى الحياة الطبيعية، فإن ذلك لا يعني أن الفيروس قد تلاشى، وهو ما يجب أن يُدركه الموظفون في بعض الجهات الرسمية، حيث إن سلوكيات البعض تدعو للاستهجان والتعجب من الأسباب التي تدعو موظفاً يستقبل متعاملين، إلى وضع الكمامة شكلياً أو التجول في الممرات دونها.
ومن المشاهد التي تم رصدها في إحدى الجهات، موظف أمن خاص يجلس أمام المبنى، يقوم كلما واجهته موجة عطاس بإزالة الكمامة وترك العنان للفيروسات نحو الانطلاق في الأجواء، وهو ما يشير إلى عدم إدراكه للأسباب التي استدعت إلزامه بوضعها على أنفه وفمه.
ومن المخالفات الصارخة التي تزامنت مع التخفيف الأوسع للقيود، تهاون بعض المتاجر في قياس درجات حرارة الزبائن، بينما يقوم البعض الآخر بتطبيقها «شكلياً»، تخوفاً من المخالفات المالية المترتبة على تركها، وذلك بتخصيص موظف يحمل الجهاز يقوم بتصويبه على اليد أو الجبين، دون النظر إلى الرقم وأحياناً خلال التحدث مع زميله.
ومن الأمور التي تثير القلق، عدم اهتمام بعض المنشآت الصحية الخاصة، بتطبيق التباعد الاجتماعي، خاصة في صالات الانتظار خلال المرحلة التي تسبق دخول المريض على الطبيب، أو تنقله بين العيادات والمختبرات وغيرها، فعلى الرغم من أن مقاعد الانتظار وُضعت ملصقات على بعضها للتذكير بأهمية التباعد الاجتماعي، وأيضاً تحديد مواقع على الأرض للوقوف خلال انتظار الدور، فإن الصالات في بعض المواقع تعج بالمرضى، خاصة عند الممرات، في ظل اختفاء الموظف الذي من المفترض أن يتابع التزام الأفراد بتطبيق الإجراءات الاحترازية، وعدم الاكتفاء بالوضع الشكلي لها، وهو ما يطرح سؤالاً عن مدى أهمية تحديد نسبة الكثافة في مباني العيادات التي تستقبل المرضى.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"