مفاجآت غير مقبولة

03:45 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

هل فكّرنا يوماً في حال التعليم العالمي، وكيف أثر فيه فيروس كورونا المستجد؟ وماذا عن مصير الأجيال في المستقبل القريب؟ تأخذنا المؤشرات إلى خسائر «فاضحة» للجائحة، إذ شلت حركة دول، وأطاحت بحكومات واقتصادات، وأوقفت قطاعات، وأفقدت مجتمعات توازنها، ومع الأسف، لم تسلم من شرها منابر العلم، وروادها.

استوقفتني إحصاءات جديدة، وبيانات حديثة، تثير المخاوف، وتدعو إلى القلق، إذ إن التقديرات المتوقعة تشير لانخفاض المساعدات المقدمة للتعليم عالمياً، بواقع ملياري دولار حتى عام 2022، بسبب الركود الاقتصادي المترتّب على جائحة «كوفيد-19»، وهذا يشكل انكماشاً بنسبة 12% من الدعم الدولي للتعليم، مقارنة بالعام، ما يجعل التعليم العالمي في مأزق حقيقي.

وتروي المستجدات معاناة التعليم والأجيال في مختلف دول العالم، خلال الأعوام القليلة المقبلة، فالجائحة عصفت بأحلام الملايين، وأسهمت في تراجع تقدم المعونات التعليمية لستّة أعوام إلى الوراء، ولم تجد «اليونيسكو» حلاً للخروج من هذا المأزق، إلا مناشدة الدول المانحة من خلال تقريرها العالمي الأخير الذي كان لسان حال التعليم حول العالم.

التعليم في الإمارات ما زال بكامل عافيته، والحمد لله، فقد سُخّرت له جميع الإمكانات، والطاقات، للمحافظة على استمراريته، والعام المنصرم، شاهد عيان على أن منظومة العلم لم تمنع تقدمها أية تداعيات، أو أزمات.

نعم، نجحت الإمارات بدرجة «امتياز»، في تسيير ركب التعليم خلال الأزمة، ليصل إلى جموع الطلبة في جميع المراحل، على الرغم من التحديات، والتداعيات، بل ومكنت الأجيال بإصرارها وعزيمتها، وتطورها، من هزيمة «كورونا» في عقر داره.

ولكن على الرغم من النواتج المشرقة التي تحققت، إلا أن المنظومة بحاجة إلى منهجية، تحقق التكاملية الواقعية، بين قطاعاتها، وعناصرها، وما نريده في المرحلة المقبلة، وفي ظل مأزق التعليم العالمي، صيغة «مقنعة»، تعزز تكامل الأدوار وتوزيعها، فالعام المنصرف أفرز جوانب مهمة تحتاج إلى التنسيق والمشورة داخلياً، أو على مستوى الميدان.

عنصر المفاجأة في القرار أمر غير مقبول، فلا يجوز أن يعمل قطاع منفرد، عن بقية عناصر المجتمع التعليمي، ولنعلم أن أدوارنا جميعا تكاملية، وأهدافنا موحدة من أجل بناء جيل قادر على حمل راية خدمة الوطن في المستقبل القريب.

ومكونات المنظومة، بفئاتها، مؤهلة لتتعايش مع التغير، أو التطوير، ولا مانع في مواكبة المستجدات، ولكن وفق منهجية واضحة، وبلا مفاجآت غير مقبولة، لنتجنب الأزمات، ونبدد المعوقات، فالدعم لا محدود، والإمكانات متاحة، والميزانيات تغطي المطلوب، والعزيمة والإصرار يذيبان المستحيل.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"