بروتوكولات العودة

05:01 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

مع انقضاء إجازة الصيف، نجد الميدان التربوي بمختلف فئاته، يعمل على قدم وساق، استعداداً لموسم العودة إلى المدارس، وانطلاقة العام الدراسي الذي تصاحبه عودة الحياة إلى المجتمع من جديد، في محطة نستكمل من خلالها مسيرة بناء الأجيال، وإعدادهم للمستقبل.
نعم يرفع الجميع درجة الاستعداد، فالرحلات التسويقية للأسر «مكثفة»، ولا تتوقف، والجهات القائمة على شأن التعليم تراقب وتتابع، عن كثب، جاهزية مؤسساتها، وتعيد ترتيب أوراقها، وخططها، واستراتيجياتها، وتستكمل كوادرها لاستقبال الطلبة، أبطال المشهد التعليمي الذين نحشد من أجلهم الجهود، والطاقات، فهكذا جرت العادة مع حلول كل عام دراسي جديد.
ولكن يأتي سيناريو العودة في العام الدراسي 2020-2021، مختلفاً تماماً في المحتوى، والمضمون، نظراً للظروف الراهنة التي تعيشها المجتمعات على مستوى العالم، بسبب استمرار وجود فيروس كورونا «كوفيد19»، بتداعياته التي أرهقت الجميع، وآثاره التي طالت الأخضر، واليابس.
فالعام الدراسي الجديد.. سيناريوهات وبروتوكلات، وإجراءات وتدابير، ومحظورات ومباحات، نراها جميعها في حقيبة واحدة، حفاظاً على أمن وسلامة وصحة أبنائنا الطلبة في مختلف مراحل التعليم، وكوادرنا الذين يشكلون خط الدفاع الأول في ميدان بناء الأجيال، ووجدت أيضاً لحماية منابر العلم، لتظل مضيئة بنور المعارف، وضياء العلوم، ولتستمر المدارس والجامعات على رأس عملها، رغم استثنائية الظروف.
وهنا ينبغي أن يعي المجتمع التعليمي بمختلف طوائفه، حجم المسؤولية التي يتقاسمها الجميع، فالأمر لا يقتصر على مجرد عودة تقليدية، نقيم من أجلها الاحتفالات، أو مدارس أغلقت أياماً معدودة لتستريح، وعادت لتفتح أبوابها من جديد، ولكنها المسؤولية الحقيقية التي تكمن في الالتزام، ثم الالتزام، فالالتزام، لحماية الأرواح، والمكتسبات.
وزارة التربية والتعليم، ومعها أكثر من عشر جهات معنية أخرى، واصلت الليل بالنهار خلال الفترة القصيرة الماضية، لتخرج بسيناريوهات ممنهجة، تضمن استمرارية التعليم، وانطلاقة آمنة للعام الجديد، وكذلك استحدثت بروتوكولات مدروسة لم تترك ثغرة، كبيرة كانت أو صغيرة، إلا وأوجدت لها عدة حلول، من أجل بيئة تعليمية صحية آمنة للجميع.
وأياً كان نوع التعليم الذي يتلقاه الأبناء هذا العام «مباشراً، أو هجيناً، أو عن بعد»، في المدارس، أو في البيوت، يبقى اتباع الإجراءات، واحترام التعليمات، المحرك الرئيسي للعملية التعليمية في عامنا الجديد، وينبغي أن يدرك الجميع دوره المنوط به، بمهارة، في الفترة القصيرة المقبلة، بدءاً من الطالب، وولي الأمر، مروراً بالمعلمين، والهيئات بأنواعها، وصولاً إلى أعلى القيادات في منظومة العلم.
ولا يسعنا سوى تهنئة الجميع بقدوم العام الدراسي الجديد، ونتمنى أن يكون «الالتزام» عنواناً لمحطتنا الجديدة، ومهما كانت جودة الاستعدادات، فنحن دائماً في حاجة إلى رقابة فاعلة، فلنكن المراقبين، نحاسب أنفسنا قبل أن يحاسبنا الآجرون.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"