عودة مختلفة

05:35 صباحا
قراءة دقيقتين

محمد إبراهيم

على قدم وساق يعمل الميدان التربوي بمختلف مؤسساته وأفراده، استعداداً لانطلاقة العام الدراسي الجديد 2020-2021، فالمدارس تتهيأ، والمعلمون والفنيون والإداريون يقتربون من أول أيام الدوام، المقرر له 23 الجاري، والطلبة وأولياء الأمور يركزون على توفير احتياجات العودة، بحسب السيناريو الدراسي المختار.
العودة إلى مقاعد الدراسة مختلفة هذا العام، نظراً للظروف الحياتية التي تشهدها المجتمعات، وتداعيات فيروس كورونا المستجد الذي فرض على الجميع إجراءات احترازية ووقائية، ووضع على عاتق فئات المجتمع مسؤوليات والتزامات تهدف للحماية والسلامة.
نقطة انطلاق الدراسة تبدأ دائماً بعودة المعلمين، وتعتبر مهمتهم هذا العام صعبة واستثنائية، إذ إن الظروف الراهنة تفرض عليهم مضاعفة الجهد، للقيام بأدوار مزدوجة، بعد أن ودع الميدان مؤخراً أعداداً كبيرة من المعلمين بسبب الجائحة، لتنتقل مسؤولياتهم ومهامهم إلى من تبقى على رأس عمله.
مهارات إدارة الوقت مطلب ملح في مثل هذه الظروف، لتجاوز أية تحديات قد تعوق تحقيق أهداف الخطة الدراسية المعتمدة، ويشكل إدراك ماهية سيناريوهات الدراسة التي يشهدها الميدان حالياً، أبرز الضروريات في العام الجديد، لاسيما أنها تختلف بين المدارس بحسب اختيارات أولياء الأمور.
التدريب الموجة والهادف للمعلمين ضرورة لا يستهان بها في تلك المرحلة، من أجل إثراء معارفهم وخبراتهم وفق الاحتياجات الفعلية والمهارات المطلوبة، لتطبيق مسارات التعليم الهجين، وهنا تبرز ضرورة الدقة في إعداد الحقائب التدريبية، لإعداد الكادر التدريسي مهارياً ومعرفياً ومهنياً.
الأمر محسوم لدى المدارس الحكومية، في نوعية الدراسة ومسارات تطبيقها، إذ إن وزارة التربية والتعليم اختارت لمؤسساتها التعليم الهجين، كأفضل الاتجاهات في المرحلة المقبلة، وبناءً عليه تم إعداد المدارس والهيئات بأنواعها والطلبة وأولياء الأمور لانطلاقة جديدة تطبق للمرة الأولى في الإمارات.
ولكن الأمر مختلف في مدارس التعليم الخاص على مستوى الدولة، فالبعض اختار التعلم عن بعد، وآخرون يؤيدون اتباع نظام الدراسة الذي أقرته الوزارة، وقسم ثالث لم يحدد السيناريو الأفضل بعد، وهنا تكمن أهمية دور الجهات القائمة على إدارة التعليم الخاص، لمتابعة استعدادات مدارسها، وجاهزيتها، والنظام التعليمي المعتمد في كل مدرسة، ضماناً لعام دراسي معتدل للطلبة والمعلمين والإدارات.
مهما تعددت نظم الدراسة وطرائق الجاهزية وتنوع سياسة إدارة العام الدراسي، يبقى الالتزام مطلباً رئيسياً على المستويات كافة، وعلى الميدان بمختلف فئاته إدراك ماهيته جيداً، وليعلم أولياء الأمور أن مهمتهم لا تقل أهمية عن المعلمين، في ظل التعليم الهجين، فمرحباً بالمعلمين بين أروقة العلم من جديد، وعودة موفقة للجميع.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"