مخاطر «كورونا» على اللاجئين

04:09 صباحا
قراءة دقيقتين
سلطان حميد الجسمي

منظمات الأمم المتحدة عاجزة وحدها عن وقاية اللاجئين من فيروس كورونا دون مساعدة المانحين.

يتدفق اللاجئون من بلدانهم إلى دول أخرى لأسباب عدة، أهمها الحروب والتطهير العرقي أو الديني أو الفقر، واليوم يوجد أكثر من 22.5 مليون لاجئ حول العالم، معظمهم من آسيا وإفريقيا. وعلى الرغم من الفقر وانعدام الحاجات اليومية من الغذاء والدواء، إلا أن خطر وباء فيروس كورونا الذي اجتاح البلدان المستضيفة للاجئين، قد أجبر الكثير من المانحين على وقف وتجميد المساعدات الغذائية والدوائية للاجئين، بحسب تقارير المنظمات الدولية الإنسانية. ومن ناحية أخرى فإن بعض أرباب أسر اللاجئين قد أجبرهم إغلاق الأنشطة الاقتصادية على الجلوس في المخيمات وشراء الحاجات الضرورية بالديون، وهذا ما يزيد الطين بلة.

تسعى اليوم المنظمات الإنسانية والدول التي تقدم الدعم للاجئين إلى مساعدة البلدان التي تستضيف الأعداد الكبيرة منهم، ولكن في هذه الأزمة والمحنة تختار الدول والمنظمات الإنسانية تقديم المساعدات إلى جيرانها أو إلى مواطنيها كحال دول الاتحاد الأوروبي، التي تراجعت نسبة مساعداتها الممنوحة للدول المستضيفة للاجئين بشكل كبير. وفي تصريح للمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي قال: "إن أسوأ الأزمات تتطلب أفضل ما في الإنسانية. لقد حان وقت العمل. يمكننا وقف المرض عن الانتشار. بدعمكم، يمكننا إنقاذ الأرواح".

واليوم وبجهود المانحين تدعم منظمات الأمم المتحدة أكبر عدد من اللاجئين في العالم، ولكن منظمات الأمم المتحدة عاجزة لوحدها عن وقاية اللاجئين من فيروس كورونا دون مساعدة المانحين، وهذا الوقت يستوجب الوقوف مع اللاجئين أكثر من الأوقات السابقة بسبب جائحة كورونا، والذي راح ضحيته أكثر من 462 ألف إنسان، وتجاوزت الإصابات أكثر من 8.8 مليون شخص حول العالم، وهذا يشكل خطراً كبيراً على اللاجئين، وعلى العالم الوقوف يداً بيد لمحاربة الفيروس.

اللاجئون اليوم يواجهون تحديات كثيرة لتخطي أزمة الغذاء والدواء والحاجات الأساسية ليومهم، وبالإضافة إلى توقف المساعدات الدورية لهم من قبل المانحين، فإنه توجد تحديات أخرى وأهمها القيود التي فرضتها الحكومات بسبب تفشي فيروس كورونا، حيث أغلقت بعض المخيمات، ففي الأردن أغلق مخيم الزعتري لمدة شهرين، وأدى ذلك إلى توقف كثير من اللاجئين عن الذهاب خارج المخيم للعمل في الحقول وغيرها من الأعمال التي كانت توفر لهم الحاجات الأساسية لقوت يومهم، واليوم بات المخيم أكثر جوعاً وأكثر بطالة، بسبب قيود فيروس كورونا وانعدام المساعدات من المانحين، وهذه المحنة سوف تضاعف على اللاجئين مخاطر الجوع والفقر والمرض.

تؤكد دولة الإمارات وقوفها التام مع اللاجئين في مختلف البلدان، واستمرار تقديم يد المساعدة وتخفيف المعاناة عنهم بمبادراتها وعملياتها الإنسانية الدورية يداً بيد مع المنظمات الأممية في مخيمات اللاجئين، سواء في الأردن أو لبنان أو غيرها من الدول التي تستضيف اللاجئين.

ومن منطلق استمرار عملياتها الإنسانية حول العالم، وبأوامر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تم إرسال 100 طن من المساعدات الإنسانية لدولة بوركينا فاسو، ويأتي ذلك لدعم جهود المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في منطقة الساحل الوسطى.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"