انتبهوا

05:44 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

منذ أيام انطلق العام الدراسي 2020-2021، استقبلت المدارس الطلبة الذين فضلوا التعليم المباشر، وفعّلت أخرى منظومة التعليم عن بعد، للذين اختاروا أن يتلقوا معارفهم وعلومهم من البيوت، فالجهود لا شك كبيرة، والإجراءات الاحترازية والوقائية مدروسة، تعمل جميعها لحماية منابر العلم، والطلبة في مختلف مراحل التعليم.
ولكن استوقفتني حقائق جديدة، حول موقف التعليم العالمي، في ظل استمرار الجائحة، فكانت مزعجة ومقلقة، وغير مطمئنة، وتدعو لمزيد من الحيطة والحذر، فهناك الملايين من الطلبة، مازالوا عاجزين عن الالتحاق بركب التعليم في بلدانهم، بسبب الخطر القائم والمستمر، الذي يهدد مشاعل العلم، ويقف حجر عثرة في طريق طلبة العلم.
هل تعلم أنه كان من المفترض أن تستقبل المدارس حول العالم 900 مليون طالب في مراحل التعليم المختلفة، من أصل 1.5 مليار متعلم، خلال الفترة من أغسطس إلى مطلع أكتوبر، ولكن بيانات اليونيسكو الأخيرة، جاءت حقاً صادمة، إذ تمكن 561 مليون طالب فقط موزعين في 155 دولة، من العودة، منهم 433 مليون طالب، و128 مليون طالبه انخرطوا فعلياً في التعليم، وبلغوا منتصف عامهم الدراسي.
وبذلك يكون لدينا مليار طالب، أي ما يعادل ثلثي طلبة العالم، غير قادرين على الالتحاق بالمدارس، وهذا في حد ذاته يجسد مخاطر كبيرة، تنعكس سلباً على مستقبل الطلبة، فالإشكالية لم تكن في عدم قدرة هؤلاء على الحصول على نصيبهم من التعليم فحسب، بل يأخذنا واقع الحال إلى عودة ظواهر خطيرة من جديد، مثل التسرب من المدرسة، وتراجع جودة التعلم، وهي جميعها تشكل تأثيراً سلباً أقتصادياً واجتماعياً.
ومنذ أيام قررت الجهات المعنية بالتعليم، وإدارة أزمة «كورونا» في الدولة، تحويل مجموعة من المدارس في مختلف الإمارات إلى نظام التعليم عن بعد، بعد الاشتباه بحالات إصابة بالفيروس بين الكوادر، وهذا دليل آخر على أن الوضع الحالي ليس هرجاً، بل مسؤولية، ومسؤولية كبيرة.
الإمارات حشدت الجهود، وابتكرت سيناريوهات وبروتوكلات من شأنها المحافظة على صحة وسلامة الجميع في الميدان، وبقاء التعليم على رأس عمله، ولكن يبقى علينا جانب مهم يكمن في ضرورة الارتقاء بثقافتنا ودرايتنا بالواقع الذي نعيشه في ظل الأزمة، وكيفية التعامل معها بحكمة ومسؤولية.
قرار عودة الدراسة، وفتح مؤسسات التعليم في الدولة، لا يعنيان رحيل خطر «كوفيد19»، والمقصود من تعدد خيارات التعليم العام الجاري، والإجراءات والتدابير، المحافظة فقط على استمرارية عمل منابر العلم، على الرغم من الظروف الصعبة الراهنة.
انتبهوا فالأزمة ما زالت مستمرة، والخطر لا يستثني أحداً، ولنعلم أن هناك أجيالاً تقبع تحت تهديد إغلاق المدارس، وتضافر الجهود، والتعامل بمسؤولية ووعي، ضرورة ملحة، لحماية أبنائنا وكوادرنا الذين يشكلون خط الدفاع الأول لمنابر العلم، كي تبقى مؤسساتنا التعليمية عامرة بنور العلم.


[email protected]      

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"