وقفة مع تقييد الحركة

05:00 صباحا
قراءة دقيقتين
سلام أبوشهاب

التباعد الاجتماعي أحد العناصر الرئيسية والأساسية في مكافحة فيروس كورونا، والتصدي له من خلال كسر حلقات انتشاره، وبذلك يعتبر التباعد الاجتماعي العدو الأول لفيروس كورونا، وهذه الخلاصات التي توصل إليها العلماء والخبراء العالميون خلال الأشهر الماضية، كنتيجة لدراسة طبيعة الفيروس التي تتطلب الالتزام التام بموضوع التباعد الاجتماعي للحد من الإصابات.
وتجربة منطقة نايف في دبي، كانت ناجحة بجميع المقاييس، عندما تم تشديد تقييد الحركة نهاراً، وليلاً، وتكثيف حملات التطهير، والالتزام التام بالإجراءات الوقائية، وكانت النتيجة الاحتفال بالوصول إلى صفر من الإصابات، الأمر الذي أسهم في التخفيف عن المنشآت الصحية، والكوادر الطبية، وحماية أفراد المجتمع.
ومنذ بداية الأسبوع الجاري، وأعداد الإصابات اليومية في تزايد، نتيجة حتمية للتوسع في عمليات المسح، وإجراء الفحوص التشخيصية من خلال مراكز المسح على مستوى الدولة، لاستبعاد الإصابة بالفيروس، وفق ما يشير إليه المتحدث الرسمي عن حكومة الإمارات، في كل إحاطة إعلامية يتم خلالها الحديث عن آخر مستجدات فيروس كورونا في الدولة.
بعد العاشرة ليلاً، وحتى الساعة السادسة صباحاًَ، هناك التزام تام بتقييد الحركة، ولكن خلال ساعات النهار، وبعد الإفطار، هناك أعداد كبيرة من أفراد المجتمع في المحال، والمراكز التجارية، وفي الشوارع العامة لا تلتزم بالتباعد الاجتماعي. وأحد محال الوجبات السريعة شهد طابوراً طويلاً من المستهلكين على مدخله لشراء وجبات، ولم يلتزم المتواجدون بالتباعد الاجتماعي، وهذا المشهد يتكرر يومياً في أماكن كثيرة، ما يتطلب وقفة جادة مع سياسة تقييد الحركة، والتوسع فيها.
البعض ممن يدعي ممارسة الرياضة في الأماكن العامة، وفي الممرات المجاورة للحدائق العامة يصطحب أطفاله ممن تقل أعمارهم عن 4 سنوات، أي أن مناعتهم لم تكتمل بعد، وبالتالي يكونون عرضة لأي التهابات، فلا يوجد أي مبرر لخروجهم من المنازل في هذه الفترة.
ماذا لو تم تقييد الحركة تماماً نهاراً وليلاً خلال إجازة عيد الفطر المبارك، وحتى نهاية الشهر الجاري؟ بالتأكيد الإصابات سيطرأ عليها انخفاض ملموس، وقد نصل إلى مستوى صفر من الإصابات إذا تم بالفعل الالتزام التام، وهذا ما نطمح إليه جميعاً، ونتمنى أن نصل إليه حفاظاً على سلامة الجميع، فهل نشدد على تقييد الحركة لتصبح 24 ساعة، بالذات خلال إجازة العيد، وخلال الإجازات الأسبوعية، وعدد ساعات إقل خلال الأيام العادية؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"