يعتقد البعض خطأ أن التقييم، أداة ترهب الطلبة وتزعج أولياء الأمور، لاسيما الذين يتعاملون مع التعليم، على اعتبار أنه مجموعة من الامتحانات الموزعة على العام الدراسي، الغرض منها فقط تحديد الناجحين أو الراسبين من الطلبة.
قد يكون هذا الاعتقاد صحيحاً، عندما كان التعليم تقليدياً، يعتمد على الحفظ والتلقين، ولكن مع وجود تعليم يرتكز في مضمونه، على التكنولوجيا التي باتت جزءاً أصيلاً في جميع مساراته واتجاهاته، تختلف هنا مفاهيم التقييم، إذ تركز على قياس التراكم المعرفي لدى المتعلم، وما اكتسبه من مهارات خلال عامه الدراسي.
في خطوة جادة ومهمة،حسمت وزارة التربية والتعليم قضية المفاهيم القديمة حول عملية التقييم، من خلال برنامج الفصول الصيفية الذكية، الذي يطبق للمرة الأولى هذا العام، لتعالج إشكاليات ملحة تحاكي عمق المستويات المعرفية للطلبة، وتصدر للميدان فكر جديد حول عمليتي «النجاح والرسوب» الطلابي.
يسير البرنامج وفق مسارات مختلفة تعالج 5 إشكاليات، يعانيها الطلبة في الميدان، على رأسها معدلات طلبة الثاني عشر التي تشكل مصدر إزعاج لدى الجميع، على اعتبار أنها تحدد مستقبل الأبناء واتجاهاتهم، إذ يمكن البرنامج المتعلمين من تحسين معدل نهاية العام بنسبة 10%، ويمنح طلبة الصفوف 4-12، غير المجتازين في مادة دراسية أو أكثر، فرصة ذهبية جديدة لرفع مستوى أدائهم.
نعم يشكل البرنامج محطة جديدة للتقييم الداعم للطلبة، التي تشجعهم على مواصلة تعليمهم بلا مخاوف أو توتر، خاصه أنه أتاح لطلبة (12)، ممن لم يتمكنوا من تحقيق الدرجات المطلوبة في اختبار (امسات) فرصة جديدة للتحسين ورفع أدائهم، فإشكالية هؤلاء الطلبة تكمن في عدم قدرتهم، على طباعة شهاداتهم أو الالتحاق بالجامعة، إلا بعد الاجتياز بالمعدل المطلوب.
الأهم في هذا البرنامج، يكمن في احتوائه على مسار يعالج نقص المهارات القرائية لدى الطلبة، ويعد ذلك استجابة سريعة من الوزارة، للمطالبات المجتمعية التي تبنتها «الخليج» مؤخراً، وكان أبرزها إيجاد برامج مستحدثة وفاعلة، لمعالجة نقص مهارات القراءة لدى المتعلمين، وهذا دليل على أن منظومة العلم في الدولة، تسير بخطى واثقة نحو مسيرة إعداد الأجيال، وفق أدوار تكاملية ممنهجة.
إن معطيات هذا البرنامج في الواقع ، تعني أن التعليم مازال على (رأس عمله) خلال الإجازة الصيفية، وأصبحت الكرة الآن في ملعب الطلبة، إذ ينبغي أن يركزوا على الاستفادة من تلك الفرص الذهبية للاجتياز أو التحسين، وعلى الوالدين إدراك متغيرات المرحلة الراهنة، وفهم ماهية عملية التقييم في ثوبها الجديد.
محمد إبراهيم
مقالات أخرى للكاتب
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
قد يعجبك ايضا
![فرشاة أسنان داخل معدة طالبة مصرية طوال 3 أشهر](/sites/default/files/2024-07/6186971.jpeg)
![منطقة-الانهيار](/sites/default/files/2024-07/6186969.jpeg)
![نهر السين سيكون على موعد مع حفل افتتاح رائع](/sites/default/files/2024-07/6186967.jpeg)
![](/sites/default/files/2024-07/6186963.jpeg)
![](/sites/default/files/2024-07/6186961.jpeg)
![البقايا المتفحمة في مقر التلفزيون البنغلادشي في دكا والذي أحرقه المحتجون (أ.ف.ب)](/sites/default/files/2024-07/6186959.jpeg)
![بايدن يعانق ابنه هانتر أمام السيدة الأمريكية الأولى بعد مخاطبة الأمة من المكتب البيضاوي (أ ف ب)](/sites/default/files/2024-07/6186957.jpeg)
![1](/sites/default/files/2024-07/2441664_6186759_0.jpg)