مع الإعلان عن عودة الحياة إلى المدارس والجامعات العام الدراسي المقبل، وفق إجراءات احترازية وضوابط من شأنها المحافظة على أمن وسلامة الطلبة والهيئات بأنواعها، يبقى السؤال العالق في أذهان الجميع، حول ملامح سيناريو التعليم في المرحلة المقبلة؟ نعم تم رفع الحظر والسماح لجميع أفراد المجتمع بحرية التحرك، وللمؤسسات باستقبال موظفيها، ولكن يظل الحذر مطلباً مهماً، للمحافظة على المكتسبات التي حققتها جهود الدولة في مواجهة جائحة «كورونا»، خلال الفترة الماضية، وهذا ما تركز عليه وزارة التربية والتعليم عند تحديد سيناريو العودة للدراسة في العام الجديد.
تأخذنا التوقعات والمؤشرات إلى أن التعليم الهجين يعد السيناريو الأقوى في ظل الظروف الراهنة والمتوقعة خلال الفترة المقبلة، إذ يجمع بين التعليم النظامي الاعتيادي، والتعلم عن بعد، وهنا ينتقل التعليم إلى مرحلة تطورية جديدة وفق نمط ابتكاري حديث يغذي عقول الأجيال بالعلوم والمعارف.
النمط الجديد يعكس مدى مرونة النظام التعليمي في الإمارات، وقدرته على تشكيل نماذج متعددة ونوعية، تحاكي في مضمونها جميع الظروف والمعطيات، والضرورات، استناداً إلى استراتيجيات مطورة، ومسارات مدروسة ممنهجة ترتكز في أهدافها على تحقيق الاستدامة التعليمية في جميع الأحوال.
واقع المشهد التعليمي، يؤكد قدرة «التربية» على تقليص الفوارق في مستويات نضوج أنظمة ووسائل التعلم عن بعد وقدرات المعلمين، وردم الفجوة الرقمية بين النظام التعليمي والمدارس والمعلمين والطلبة، وفق رؤى حديثة تستشرف المستقبل وتعي احتياجات الأجيال.
المتغيرات التي سترافق التعليم الهجين، في الغد القريب، تأتي في صور متعددة للتطوير، وتبلور في مضمونها مستجدات لم تكن موجودة من قبل، أبرزها المنهاج الذي ينبغي إعادة توظيفه بما يتوافق مع النمط التعليمي الجديد، فضلاً عن ضرورة إيحاد مدخلات معرفية تواكب المرحلة.
المعلم عنصر مهم في منظومة التعليم الهجين، وإعداده وتمكينه وتأهيله أمر لا يقبل النقاش، ولا ننكر أن شراكات الفترة الماضية، نجحت إلى حد كبير في تحقيق أهدافها، ولكن هذا لا يعني أننا لا نحتاج إلى المزيد من الشراكات الفاعلة، لاسيما مع أولياء الأمور الذين أصبح لهم أدوار جديدة في تعليم الأبناء، وباتوا جزءاً لا يتجزأ من عناصر العملية التعليمية.
المرحلة الجديدة في تاريخ التعليم، تتطلب جهوداً مضاعفة، للمحافظة على مكتسباتنا من المخرجات، وتحتاج أيضاً إلى فهم عميق حول واقع المتغيرات، لمواكبة مساراتها وتعزيز أهدافها.
