إجراء أربك الميدان

05:20 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

منذ أيام، تم إعلان نتائج نهاية العام الدراسي 2019-2020، للطلبة في مختلف مراحل التعليم، وعمّت الفرحة أركان المجتمع التعليمي، احتفاء بدفعة «الأمل» التي تتزامن مع إطلاق «مسبار الأمل» الذي يعد حدثاً تاريخياً، وإنجازاً جديداً في سجل الإمارات.
ولم يكد يبدأ أولياء الأمور بطباعة شهادات أبنائهم، حتى تعالت أصواتهم اعتراضاً على إغلاق «النظام» الذي أعاق طباعة شهادات الطلبة، ليفاجأوا بعدها بإجراء غير مسبوق، تسبب بإرباك الميدان، إذ قام القطاع المعني في «وزارة التربية»، بعدم احتساب درجات المجموعة B ضمن النسب ومعدلات الطلبة، ليكتفي بالمجموعة A عند احتساب المعدل.
يبدو الأمر بسيطاً في الشكل، ولكن في المضمون يحمل انعكاسات سلبية على معدلات الطلبة التي انخفضت بنسب متفاوتة، تختلف عما تم طرحه من معدلات ونسب قبل إغلاق النظام، وهذا يؤثر فعلياً في المسارات الجامعية التي رسمتها الأسر لأبنائها، ليواجه معظمهم مأزقاً حقيقياً.
الإجراء أثار موجة من الجدل في المجتمع التعليمي، وتساؤلات كثيرة حول أسباب وجوده عقب إعلان النتائج؟ ولماذا لم يأت قبل الاعتماد والإعلان؟ ولماذا في نتائج نهاية العام من دون نتائج الفصلين الدراسين «الأول والثاني»، إذ تم فيهما احتساب تلك المواد ضمن النسب والمعدلات؟
لو لم يستطيع الطالب الاستفادة من درجات تلك المواد، التي تضم «التصميم الابداعي والتكنولوجيا، وإدارة الأعمال وعلوم الكمبيوتر، والتربية البدنية والصحية»، فلماذا، إذاً، نثقل كاهله بدراسة مناهجها، وامتحاناتها التقييمية، على مدار الفصول الدراسية الثلاثة؟ وإن كان الإجراء يهدف إلى إيضاح ما يدرسه الطالب من مواد معرفية ومهارية على مدار العام، وترجمتها في صور «أرقام ورموز وصفية»، إلا أنه جاء في توقيت «غير مناسب»، لاسيما وأنه لم يعلن عنه سابقاً، ولم يمنح الطلبة، وأسرهم، فرصة وضع هذا التغير داخل دائرة حساباتهم، ولا يعقل أن يتم التعديل فجائياً بعد إعلان النتائج وتوفير الشهادات، وهذا بيت القصيد.
أسبوع النتائج كان حافلاً بإشكاليات لا داعي منها، فنتائج طلبة التعليم المستمر بمساراته أيضاً كانت غير مُرضية، ومعدلاتهم كانت متشابهة إلى حد كبير، فهل يعقل أن دفعة طلابية تتجاوز 6500 يحقق معظمها معدل 60%؟ وهذا يأخذنا إلى جدل جديد بين هذه الفئة، وما زلنا لا نعلم الأسباب.
التكاملية بين قطاعي المناهج والتقييم، والعمليات المدرسية وإدارة الإرشاد الأكاديمي، ضرورة ملحة، تُجنبنا تلك الإشكاليات، إذ يقوم «الأول» بوضع خطط القياس والتقييم، ويصدرها «الثاني» لإدارات المدارس في الميدان، وتوجه فرق «الثالث» الطلبة نحو المسارات الصحيحة وفق المستجدات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"