انتهازية صديق

03:23 صباحا
قراءة 3 دقائق
كتب: أمير السني

عاشت «م.أ» مع زوجها «ك.ر» حياة عادية لم تختلف عن باقي الزيجات إلا بوجود صلة قرابة بينهما بعد أن كان يبحث عن شريكة لحياته تصبح أماً لعياله، وكانت وصية والدته أن يتزوج من بنات عشيرته، وبالفعل وقع الاختيار عليها وأتم الزواج وسكنا في منزل الزوج وأنجبا 3 أطفال واستمرت الحال بلا مشاكل تذكر بينهما، وفي كل يوم يتوجه الزوج إلى مقر عمله وفي نهاية الدوام يذهب إلى السوق لشراء حاجات المنزل، وعندما يعود يجد زوجته «م. أ» قد أعدت الطعام فيجلس الجميع إلى الطاولة، وبعد الغداء يذهب «ك.ر» ليأخذ قسطاً من النوم، وفي المساء يخرج إلى بعض أصدقائه، ويمكث عندهم حتى منتصف الليل وبعدها يعود إلى المنزل لينام ويتوجه باكراً إلى عمله.
صار الروتين القاتل هو السمة البارزة في حياة «م. أ» وكأنها وزوجها يعيشان كغريبين لا رابط عاطفياً بينهما ولا اهتمام بالزوجة التي تحتاج إلى الشعور بالراحة في العلاقة العاطفية المنتظر أن يوفرها الزوج كما يوفر الغذاء والكساء، لكن «م.ا» تفقد تقدير الزوج لها وصارت غير سعيدة بسبب خروجه مع أصدقائه وتركها وحيدة، بدلاً من أن يأخذها معه ليتنزها معاً ويخرجها من ملل المنزل وتعب المسؤولية، فيذهب بها إلى مطعم أو حديقة ليقضيا أوقاتاً سعيدة، حتى أصابها اليأس والإحباط بسبب غيابه عنها في العمل وبعد الدوام مع الأصدقاء.
باتت «م.أ» تشعر بالحزن والاكتئاب أحياناً، وحاولت مرات ومرات أن تقنع زوجها بأن يترك هذه العادة لكنه لم يكن يكترث لها كثيراً، فلم تجد إلا أن تلجأ إلى صديقه الذي يزوره في المنزل دائماً، حتى صار صديق العائلة، وعندما أخبرته بمشكلتها تلك أبدى تعاطفه معها وأكد لها أنه سيعمل على حل تلك المشكلة، وأنه على استعداد للوقوف بجانبها، ومع مرور الأيام صار يتودد إليها وبتقرب منها ويستمع إلى قصصها حول تعامل زوجها معها، حتى تحولت العلاقة بين «م.أ» وصديق الزوج إلى علاقة خاصة بعد أن وجدت منه تعاطفاً كبيراً ملأ عندها الفراغ الذي أحدثه إهمال زوجها لها وابتعاده عنها، بينما استثمر الصديق تلك العلاقة، ليتقرب إليها أكثر، مستفيداً من ثقة الزوج وسماحه له بالحضور إلى منزله في أي وقت، وقضاء طلبات زوجته في حال تأخره في العمل.
أصبحت العلاقة تنمو بين الزوجة وصديق زوجها الذي صارحها بشعوره تجاهها، واستمرت العلاقة بينهما سراً فكانا يتبادلان رسائل عبر «الواتس أب» من دون أن يلحظ أحد، ولكن الشك بدأ يساور الزوج الذي شعر باختلاف في تعامل الزوجة معه، وبدأ في مراقبة تصرفاتها حتى استطاع اكتشاف تلك العلاقة التي أصابته بالذهول، فلم يكن يوقع أن تأتي الخيانة من صديقه المقرب الذي وثق فيه واعتمد عليه ليسد احتياجات البيت في حال غيابه، ولم يكن يتوقع أن صديق العمر يمكن أن يتحول إلى غراب يخرب عش الزوجية الذي امتد عمره لسنوات طويلة، وهنا تحرك الزوج على الفور لمنع تلك الكارثة في المنزل فواجه زوجته وصديقه اللذين انكرا تلك العلاقة، واضطر إلى إبلاغ الشرطة بعد أن عجز عن الوصول إلى دليل ملموس على تورطهما في تلك الجريمة، فعمد إلى فتح بلاغ جنائي ضد زوجته وصديقه بتهمة الخلوة غير الشرعية والاعتداء وهتك العرض، ومن خلال التحري والبحث في سجلات هواتف المتهمين اتضح أن هناك علاقة بينهما من خلال الرسائل واللقاءات المتكررة في محل إقامة الصديق الذي استأجر شقة فندقية من أجل ذلك الغرض، وصدر حكم المحكمة على المتهمين بالسجن 3 سنوات مع الغرامة لكل منهما.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"