قراءات

02:41 صباحا
قراءة دقيقة واحدة
إعداد: محمد صالح القرق

كان خالد بن الوليد مضيافاً كريماً جداً، وقد قصده الأشعث بن قيس فأجازه بعشرة آلاف، فسمع بذلك عمر، فكتب إلى أبي عبيدة بن الجراح: «أن يقيم خالداً ويعقله بعمامته وينزع عنه قلنسوته، حتى يعلمكم من أين أجاز الأشعث. أمن ماله أم من مال أصابه، فإن زعم أنه فرّقه من إصابة أصابها، فقد أقر بخيانته، وإن زعم أنه من ماله فقد أسرف، وأعزله على كل حال وأضمم إليك عمله، فكتب أبو عبيدة إلى خالد، فقدم عليه، ثم جمع الناس وجلس لهم على المنبر، فقام صاحب البريد فسأل خالداً: من أين أجاز الأشعث؟ فلم يجب وأبو عبيدة ساكت لا يقول شيئاً، فقام بلال بن رباح مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «إن أمير المؤمنين أمر فيك بكذا وكذا، ونزع عمامته، فلم يمنعه خالد سمعاً وطاعة، ووضع قلنسوته، ثم أقامه فعقله بعمامته، وقال: «من أين أجزت الأشعث؟ من مالك أجزت أم من إصابة أصبتها؟»، فقال: «بل من مالي»، فأطلقه وأعاد قلنسوته، ثم عممه بيده وقال: «نسمع ونطيع لولاتنا، ونفخم ونخدم موالينا».

من كتاب «قادة فتح العراق والجزيرة» لمحمود شيت خطّاب

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"