«اليازرة»..براعة الأجداد تروي التراث

نقوش الماضي
02:03 صباحا
قراءة دقيقتين
الشارقة: «الخليج»

تضن الصحراء على سكانها بالماء، إلا أن الأجداد نجحوا في ابتكار العديد من الأدوات التي تيسر حياتهم وتجعلهم قادرين على أن يزرعوا الصحراء، ويلونوا كثبانها ووديانها بالأخضر الريان..
«اليازرة»، أو «مضخة الثور»، واحدة من هذه الأدوات التي تروي الحكاية. استخدمها المزارعون لري حقولهم ومزارعهم في أماكن عدة، من أرض الإمارات الطيبة، ابتكرها الأهالي ومكنتهم، رغم بساطتها، من زراعة النخيل وكثير من المحاصيل التي تسد حاجاتهم الغذائية وتتحول إلى سلع يمكن عبر قوافل التجارة مبادلتها وتحقيق المكاسب.
«اليازرة» آلة بسيطة في مكوناتها وفكرة تشغيلها، تعتمد على استغلال قوة الحيوان في استخراج المياه، وغالباً ما يتم انتقاء ثور قوي ليقوم بالمهمة التي تبدو بسيطة، ولكنها في الواقع تحتاج إلى قدر كبير من المهارة، سواء في قيادة الثور وتوجيهه والتعامل معه، أو في إعداد المنطقة التي سيتحرك فيها الثور جيئة، وذهاباً، ونصب «التراكيب». وهي مجموعة من جذوع النخيل الصلبة التي يتم نصبها إلى جوار البئر. وعادة ما يتم تشغيل «اليازرة» تحت إشراف عاملين يطلق على أحدهما «اليازر»، ويتولى مرافقة الثور أثناء سيره في «المخب» عند سحب الدلو، بينما يقف العامل الآخر عند فوهة الطوي «البئر»، ليستقبل الدلو المملوء بالماء ويفرغه في حوض التجميع، الذي ينساب الماء منه عبر قنوات الري إلى الحقل.
وكانت كل الأدوات تصنع بشكل يدوي وتباع الحبال في الأسواق، إضافة إلى مستلزمات الثور المصنعة من الجلود الطبيعية، بينما يحتاج الثور إلى تدريب، ويُختار بعناية، وشراؤه يكون لهذا الغرض.
وينتج عن حركة «المنيور» أثناء سحب الماء من البئر صوت عال يجده المزارعون ممتعاً، وحاولوا تحسينه ليصبح أقرب للموسيقى المنغمة، عبر إضافة بكرات أخرى «منايير»، أو تعديل أوضاع الحبل على رقبة الثور الذي كثيراً ما يتفاعل أيضاً مع هذه الموسيقى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"