الإمارات أرض الفرص

مع الساعات الأولى من الاحتفال بعيد الفطر المبارك، لا زالت أصداء القرارات الاستراتيجية الأخيرة لمجلس الوزراء، تتصدر المشهد في مختلف أركان المجتمع؛ إذ تضمنت حزمة من التسهيلات الكبيرة، التي ترسم مستقبلاً جديداً لاقتصاد الإمارات، ليكون الأفضل والأكثر جاذبية على مستوى العالم، لاسيما أنها ضمن أفضل عشر دول في التنافسية العالمية.
وإذا تمعنا النظر في تلك القرارات، نجد أن ثلاثة منها ركزت على نظام الاستثمار واستقدام العمال وتوفير حجم التكاليف المقررة سابقاً، وتخفيض تكاليف التشغيل وتخفيف الأعباء على أصحاب العمل؛ إذ تم إلغاء الضمان المصرفي لاستقطاب العمالة، ورد قيمته التي بلغت 14 مليار درهم لقطاع الأعمال، مما يمنح المستثمرين فرصة جديدة، للاستثمار في تلك المبالغ الضخمة وتطوير أعمالهم في مختلف المجالات، ويرفع في الوقت ذاته سقف الارتقاء بالمساهمات الإبداعية في عالم الأعمال.
ومضمون القرارات يؤكد أن الإمارات لا تزال الوطن الثاني، لكل من يعيش على أرضها الطيبة، وجعلت الاهتمام بتوفير حياة كريمة له وأسرته على قائمة الأولويات، ونرى ذلك في استحداث نظام تأمين جديد لمختلف فئات العمال، تبلغ تكلفته 60 درهماً سنوياً، فضلاً عن تعزيز سياسة الدولة الرامية إلى حماية حقوق العاملين لتكون الأولى عالمياً، التي تضمن رواتب العاملين في القطاعين «الحكومي والخاص».
ولم تهمل حزمة القرارات حق الزائرين والمقيمين في الفرحة بأجواء عيد الفطر المبارك، بل جعلت لهم النصيب الأكبر ضمن التسهيلات التشريعية، المتعلقة بإجراءات الإقامة، فاعتمدت نظاماً لمنح إقامات مؤقتة بدون رسوم لمدة 6 أشهر للمخالفين الباحثين عن عمل، وأعفت سياح الترانزيت من الرسوم لأول 48 ساعة، وسمحت للموهوبين والدارسين بتمديد الإقامة لمدة سنتين بعد التخرج؛ لدراسة خياراتهم المستقبلية.
وكان «تعديل وضع المخالفين» داخل الدولة، مساراً فاعلاً، لم يترك مجالاً لأحد لمخالفة قانون الإقامة؛ إذ حمل بين طياته تسهيلات بمنح المخالفين مهلة المغادرة الطواعية، وتعديل وضع الإقامة، دون ختم جواز السفر بحرمان الزيارة المستقبلية، وعدم الإلزام بمغادرة الدولة لتعديل وضع القادمين، وجميعها قرارات أفرزتها رؤية ثاقبة، لتعزز مكانة الإمارات العالمية، وتؤكد أنها لا تزال أرض الفرص وتحقيق الأحلام، ومقصد العقول المهاجرة والعلماء والباحثين عن عمل.
في النهاية نهنئ القيادة الرشيدة للدولة، وأنفسنا والمستثمرين والمقيمين على أرض الإمارات الطيبة، بعيد الفطر المبارك، وندعو جميع من شملته القرارات إلى الاستجابة الفاعلة، للاستفادة من حزمة التحفيزات والتسهيلات؛ لنبدأ معاً مرحلة جديدة لاقتصاد أكثر مرونة وانفتاحاً على العالم.