نور المحمود
إذا كان فيروس كوفيد-19 قد فرض قانونه على العالم وألغى جميع الفعاليات الجماهيرية، فإنه من الطبيعي أن يفرض قانونه على معرض الشارقة الدولي للكتاب، ولكنه ليس الفرض الكامل بل الجزئي بعد أن حرصت هيئة الشارقة للكتاب على ألا يغيب المعرض عن عشاق الكلمة، انطلاقاً من إيمانها بأن كل شيء ممكن طالما توافرت الإرادة وروعيت الظروف واتخذت التدابير الاحترازية التي تضمن سلامة الناس واستمرار الحياة بعد إجراء بعض التعديلات عليها.
معرض الشارقة للكتاب سيفتح أبوابه لرواده يوم 4 نوفمبر المقبل، وسيستمر كما اعتدناه 11 يوماً، ولكن ستكون إطلالته هذا العام مختلفة عن الأعوام السابقة، حيث إنه سيفتح أبوابه للجمهور بلا حفل افتتاح، وطالما أن هذا الحفل سيغيب، فمن الطبيعي أن يؤجل توزيع جوائز الفائزين إلى دورة العام المقبل، ولكنه أبداً لن يغيب.
المعرض لن يختلف عن دوراته المعتادة في خدماته التي يقدمها للناشرين والمبدعين والمثقفين والقراء وكل الفئات التي تلتقي على حب الكلمة، وسيقدم ما اعتاده الجمهور منه ولكن بصيغ وأساليب مختلفة، فالكتب ستكون موجودة في إكسبو الشارقة وستعرض ١٠٢٤ دار نشر من ٧٣ دولة ٨٠ ألف عنوان لمن يريد أن يقتني أو يتصفح، والندوات والفعاليات الثقافية أيضاً موجودة إنما عن بعد؛ ونلمس المعنى الحقيقي لشكل وهدف المعرض هذا العام من خلال شعاره «العالم يقرأ من الشارقة»، ومنصة «الشارقة تقرأ» ستكون الملتقى الافتراضي لكل الفعاليات الثقافية والتي يشارك فيها ٦٠ كاتباً ومبدعاً من دول مختلفة، ليتحدثوا ويتناقشوا ويقدموا عصارة فكرهم لمن يريد أن يتابع وذلك ضمن أطر ثقافية وإبداعية متنوعة.
وإذا كانت إدارة المعرض مهتمة بأن تواصل أداء رسالتها مهما كانت التحديات، فهي حريصة أكثر على سلامة الناس، ولذلك فرضت إجراءات احترازية طوال أيام المعرض حتى لا يدخل أرضه أي مصاب بالكوفيد، ولذلك فإن إجراءات التعقيم تحصيل حاصل إضافة إلى بوابات تعقيم وماسحات حرارية على جميع بوابات المعرض، وسيتم تعقيم صالات العرض عدة مرات يومياً كما يتم تنظيم دخول الجمهور على ٤ فترات خلال اليوم بما يضمن تحقيق التباعد الاجتماعي، وسيتولى مراقبة دقة تنفيذ الإجراءات مراقبون منتشرون طوال ساعات اليوم حفاظاً على سلامة الناس.
دورة هذا العام في معرض الشارقة للكتاب هي دورة التحديات، والمزيد من الإنجازات التي تضاف إلى رصيد الشارقة الحريصة دائماً على توفير مناخات الإبداع والقراءة والثقافة لمرتاديها والمقيمين فيها.
