المواقع الإلكترونية تواصل منافسة المتاجر في استقطاب المتسوقين

العين: منى البدوي

أدرك أغلبية أصحاب المشاريع التجارية أن أدوات وآليات المنافسة بعد جائحة كوفيد-19، بدأت تأخذ أشكالاً وأساليب أخرى تتماشى مع متطلبات المستهلكين، وتواكب التطور التكنولوجي، ما دفعهم للتوجه نحو منصات البيع الإلكترونية بمختلف أشكالها التي باتت منافس قوي وأكثر قدرة على اجتذاب الزبائن من المنشآت التجارية التي تشرع أبوابها ساعات طويلة .

توجّه أصحاب المنشآت التجارية بمختلف أحجامها وتنوع أنشطتها التجارية إلى شبكة الإنترنت لإنشاء مواقع إلكترونية وتطبيقات خاصة بمنشآتهم التجارية، أو الانضمام إلى منصات عرض معروفة لدى المستهلكين ليتم من خلالها عرض بضائعهم، ومنتجاتهم، بعد أن لمسوا قدرتها الفائقة على اجتذاب الزبائن الذين يقومون بالتسوق إلكترونياً من دون الحاجة إلى التوجه للأسواق وقضاء وقت طويل في التجول بحثاً عن بضاعة، وأسعار مناسبة.

قال الدكتور محمد العدلي أستاذ التسويق في جامعة أبوظبي فرع العين ورئيس قسم التسويق بالجامعة: على المؤسسات والشركات التجارية أن تستجيب لهذه التغيرات والتحول إلى المنصات للوصول إلى المستهلك وإلا ستفقد زبائنها، وبالتالي تتعرض للخسارة مع الأخذ في الاعتبار ضرورة توفير تطبيقات سهلة والتواجد في مختلف القطاعات التسويقية لتلبية اجتياجات أكبر شريحة ممكنة.

وأشار إلى أن التزايد على الشراء الإلكتروني آخذ في النمو بصورة أكثر وضوحاً، بعد أن اطمأن البعض لأساليب الدفع بواسطة البطاقات البنكية وسرية البيانات، وهو ما جاء بعد التجربة الفعلية التي كسرت حاجز الخوف لديهم من ضياع أموالهم وتناقل هذه التجارب بين أفراد المجتمع، لافتاً إلى أن نشاط حركة البيع، وإن كان من خلال تطبيقات، يسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية، والنمو الاقتصادي بشكل عام .

وأضاف أن التوجه نحو التسوق الإلكتروني وزيادة أعداد المستهلكين الإلكترونيين، سيستمر حتى ما بعد الجائحة التي فرضت أسلوب حياة مختلفاً عما كان عليه الناس، حيث إن النمط الجديد في التسوق جعل المستهلك يشعر بمجموعة من الفوائد العائدة عليه، ومن أهمها توفير الوقت والجهد، وأيضاً المال، خاصة أن المواقع تتيح للمستهلك التجول خلال دقائق في عدد من المواقع والمقارنة ما بين الأسعار واختيار الأفضل منها.

 زيادة الطلب 

وذكر أحمد متولي مساعد مسؤول أفرع في أحد المراكز التجارية بمدينة العين، أن الإقبال المتزايد على الشراء من خلال تطبيقاتنا الإلكترونية يدفعنا للاستمرار نحو تطويرها بحيث نكون أكثر سهولة من حيث الاستخدام، وأوسع انتشاراً، وقادرة على تلبية اجتياجات جميع أفراد المجتمع، مشيراً إلى المنافسة القوية بين المتاجر التي انتقلت من المنشآت الفعلية إلى التطبيقات والتي تتخذ عدة أشكال .

الأسعار المخفضة 

وقال طارق أسعد طالب جامعي، أصبحت أكثر جرأة على الشراء من المواقع الإلكترونية ودفع المال من خلالها، حيث كنت أتبضع الكماليات التي أحتاجها من خلال المواقع والتطبيقات الإلكترونية، أما الآن وبسبب الجائحة، فأصبحت أشتري جميع احتياجاتي من الأسواق الإلكترونية التي وجدت فيها كل ما أحتاجه. وأضاف وجدت من خلال التسوق الإلكتروني سهولة في عملية الشراء من عدة مواقع، وخلال وقت قصير، إضافة إلى إجراء المقارنات ما بين الأسعار في كل منها، ما دفع أصحاب المنشآت إلى تخفيض الأسعار رغبة في جذب الزبون إلى جانب تكثيف العروض الترويجية وعمل خصومات مضاعفة خلال أيام الأسبوع، وغيرها من الأساليب التي تستهدف تنشيط حركة البيع لديهم، وعدم خسارة الزبون الذي من الممكن خلال لحظات أن يتوجه إلى متجر آخر والشراء منه.

وقالت هديل زياد صيدلانية، الأسعار وسهولة التسوق والدفع والتوصيل وتوفر جميع الاحتياجات، سواء كانت الكماليات أو الأساسيات، وأيضاً توفر عوامل السرية والأمان للمعلومات التي نقدمها، جميعها عوامل جعلتني أتوجه نحو التسوق الإلكتروني، مشيرة إلى أن التوجه إلى الأسواق العادية بات خياراً مستبعداً في ظل توفر جميع السلع حتى الأطعمة، والأدوية، وأيضاً أدوات التجميل، وبأسعار تنافسية بين المتاجر.