«الإسكندرية السينمائي» بـلا بهــرجــة مـزيفـة

23:27 مساء
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم
 

لم تكد تهدأ «البلبلة» التي أحدثها مهرجان الجونة السينمائي الدولي بسبب ظاهرة «العري» على السجادة الحمراء، وانشغال الإعلام بها أكثر من تسليطه الضوء على مضمون الأفلام المعروضة، ووجود كوكبة كبيرة من النجوم فيه، وبسبب إصابة عدد كبير ممن حضروا المهرجان ب«كورونا»، والكشف عن ذلك بعد انتهاء ليالي المهرجان، حتى وصل مهرجان الإسكندرية السينمائي لأفلام دول حوض البحر المتوسط، الذي كان يأمل في إثارة «ضجة فنية» تترك أصداء طيبة، خصوصاً أنه يقع بين مهرجانين يلفتان الأنظار، هما «الجونة» و«القاهرة السينمائي الدولي».
من سوء حظ الدورة ال36 أن يحتفل المطر بحلولها هذا العام فيغرق الأرض، ويتم إلغاء حفل الافتتاح، لكن ربما تكون هذه الأمطار هي بشرى خير للمهرجان، إذ أبعدته عن «هيصة السجادة الحمراء»، وانشغال الناس، والمصورين، والإعلاميين، بالمظاهر والأزياء، وتم التركيز على المضمون والجوهر، وهي السينما وأفلامها، وصناعها.
فعاليات الدورة 36 لمهرجان الإسكندرية السينمائي لأفلام دول حوض البحر المتوسط، استثنائية ككل المهرجانات، والمعارض، والمناسبات التي تتم في هذا الزمن، لأنها محكومة بقوانين حديثة لا بد منها: تطبيق كل الإجراءات الاحترازية، وخلق مسافات بين الأشخاص للتباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات. ولأن التجربة الأولى في الجونة لم تتكلل بالنجاح من الناحية الصحية، وجاءت الكلمة الأخيرة ل«كوفيد-١٩»، رغم الرقابة المشددة لوزارة الصحة، وتكريمها في حفل الختام للجهود المبذولة طوال مدة المهرجان، بقي القلق مسيطراً على «الإسكندرية السينمائي»، وقام مندوب الصحة بإيقاف عرض الفيلم المصري «قابل للكسر»، لأن الصالة كانت كاملة العدد، وعمل على خفض عدد الحضور بشكل يضمن التباعد الاجتماعي، وترك كرسي خال بين كل شخصين.
الوباء فرض شروطه بقوة، واختصر برنامج المهرجان على مسابقتين رئيستين: «الفيلم الروائي الطويل»، و«الفيلم القصير»، بجانب العروض الجانبية؛، لكنه لم يحجب عن المهرجان شغفه وانشغاله الحقيقي بصناعة السينما. عراقيل كثيرة أعاقت خروج المهرجان بكل قوته المعهودة، لكنه رغم كل شيء يعتبر احتفالاً حقيقياً بالسينما، وصناعها، بلا بهرجة مزيفة، واستعراضات تافهة.
مهرجان الإسكندرية انشغل بالسينما كفنّ أصيل يحمل قضايا اجتماعية، وأفكاراً مميزة، وإبداعاً يستحق أن نلتفت إليه. وتكريمه للفنان عزت العلايلي الذي تحمل هذه الدورة اسمه، واحتفاؤه بمئوية ميلاد الفنان الراحل فريد شوقي، هما استكمال لهذا العمق، ولهذه الرسالة التي يؤديها المهرجان، ويحرص على إيصالها للعالم رغم كل الظروف القاهرة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"