عادي

تعرف إلى حقيقة سلالة «كورونا» الجديدة في بريطانيا

13:18 مساء
قراءة 3 دقائق
كورونا

تعكف السلطات الصحية البريطانية ومعها منظمة الصحة العالمية على تحليل السلالة الجديدة من فيروس «كورونا» المستجد التي اكتشفت في جنوبي أنجلترا وتوصف بأنها «أوسع انتشارا» من دون دليل على «أنها أكثر فتكا» من السلالة الأصلية.

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، عن فرض قيود جديدة في لندن وجنوب شرق إنجلترا، كما فرضت سلطات اسكتلندا وويلز تدابير أكثر صرامة. وقالت دول أخرى أن تم اكتشاف السلالة والدانمارك وهولاندا وأستراليا، وما زالت في طور التحقيق. وتقول وسائل إعلام بريطانية إن هذه ليست المرة الأولى التي يتحوّر فيها الفيروس التاجي المُستجد منذ بداية الجائحة في أواخر العام الفائت، كما أنها قد لا تكون المرة الأولى التي تتغيّر فيها المادة الوراثية للفيروس. ووفق صحيفة «أوبزرفر»، تسببت السلالة الجديدة المُنتشرة في جنوب شرقي إنجلترا، في نحو 1200 إصابة خلال الأيام الخمسة الماضية. ووفق أحدث الأرقام، فإن هذه السلالة مسؤولة عن 43 بالمائة من إصابات كورونا الجديدة في الجنوب الشرقي للمملكة المتحدة، حيث ترتفع إلى 59 بالمائة من الحالات الجديدة في شرق إنجلترا و62 بالمائة في لندن. وقال البروفيسور كريس ويتي، كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا: «لقد ارتفع عدد الإصابات بسرعة كبيرة للغاية خلال الأسابيع القليلة الماضية». وأضاف السير باتريك فالانس، كبير المستشارين العلميين في بريطانيا، أنه تم تحديد «23 تغيرًا مختلفًا مع هذه السلالة الجديدة». وأشار ويتي إلى أنه نبّه منظمة الصحة العالمية إلى السلالة الجديدة، فيما سيركزعلى تحليل البيانات المتصلة بانتشار الطفرة.

 

تسلسل السلالات

تقول شبكة «سكاي نيوز» البريطانية إن هناك حتى الآن ما لا يقل عن 7 مجموعات أو سلالات رئيسية من كوفيد-19. وكانت الأصلية هي المكتشفة في ووهان الصينية في ديسمبر من العام الماضي. وأطلق عليها العلماء السلالة «إل»، ثم تحورت للسلالة «إس» بداية 2020، قبل أن تتغير لسلالتي «في» و«جي». تم العثور على السلالتين «في» و«جي» في أوروبا وأمريكا الشمالية، ومنها تحورت إلى سلالات «جي آر» و«جي إتش» و«جي في»، بينما استمرت السلالة «إل» لفترة أطول في آسيا نظرا إلى إسراع الكثير من البلدان في تلك القارة إلى إغلاق حدودها ووقف الحركة. ويجمع العلماء العديد من الطفرات الأخرى الأقل تكرارا معا، ويعتبرونها السلالة «أو». وفي الدانمارك، تخشى السلطات من سلالة اكتُشفت في 12 شخصًا مرتبطين بحيوان المنك. وبسبب مخاوف من عرقلة تلك السلالة لفعالية اللقاح، أمرت الحكومة الدنماركية بإعدام ما يصل إلى 17 مليون من حيوان المِنك. ووفق ما نقلت الشبكة البريطانية عن كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا، البروفيسور كريس ويتي، فإن هناك 23 تغيرا مختلفا مع هذه السلالة الجديدة. ويضيف ويتي أنه نبّه منظمة الصحة العالمية لوجود السلالة الجديدة، مشيرا إلى أنه سيركز على تحليل البيانات المتصلة بانتشار الطفرة. بحسب البروفيسور ويتي فإنه «لا يوجد دليل حالي يشير إلى أن السلالة الجديدة تسبب ارتفاع معدل الوفيات أو أنها تؤثر على اللقاحات والعلاجات، لكن العمل جار لتأكيد ذلك».

 

السلالات الأكثر انتشاراً

تعد السلالة «جي» الأكثر انتشارًا حول العالم، وتحديدًا في إيطاليا وأوروبا، بالتزامن مع حدوث طفرات في تفشي كوفيد 19. وفي الوقت نفسه، فإن سلالات مثل «إل» الأصلية و«في» بدأت تختفي تدريجيًا. يُظهر تحليل أجرته وكالة «رويترز»، أن التدابير الوقائية السريعة التي اتخذتها أستراليا لمواجة الوباء، بما في ذلك إجراءات التباعد الاجتماعي الفعالة، قضت على انتقال سلالتيّ «إل» و«إس» في البلاد، وأن الإصابات الجديدة من سلالة «جي» تم إحضارها من الخارج. وفي آسيا، تتزايد الإصابة بسلالات «جي» و«جي إتش» و«جي آر» منذ بداية مارس الفائت، بعد أكثر من شهر على بدء تفشيها في أوروبا.

 

الطفرة الجديدة واللقاح

يؤكد وزير الصحة البريطاني مات هانكوك إن عملية توزيع اللقاح ضد كورونا الذي طورته شركتا «فايزر» الأمريكية و«بيونتيك» الألمانية في المملكة المتحدة تتواصل على ما يرام، مؤكدا أن الخطط المطروحة تقضي بتطعيم نحو 500 ألف بريطاني بحلول نهاية الأسبوع. وتقول هيئة «علم الجينوم» البريطانية، إنه يصعب التنبؤ فيما إذا كانت أي طفرة معينة تستجيب، عند ظهورها لأول مرة، للقاح. ويؤكد البروفيسور ويتي إنه حتى الآن، لا يوجد دليل يشير إلى أن السلالة الجديدة أثرت على اللقاحات والعلاجات الخاصة بكوفيد-19، بينما يرى الباحث في جامعة بولونيا، فيديريكو جيورجي، أن العلاجات التي يجري تطويرها حاليا بما فيها اللقاحات قد تكون فعالة ضد جميع سلالات الفيروس التاجي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"