عادي

مطر بن لاحج يبرز جماليات الثلث في «متحف المستقبل» بدبي

21:10 مساء
قراءة 3 دقائق
1

أبوظبي – نجاة الفارس
انعقدت، أمس الاثنين، جلسة حوارية بعنوان «حضور الخط العربي في الفضاء المكاني العام» بمشاركة الفنانين الإماراتي مطر بن لاحج، والسعودية لولوة الحمود، وذلك ضمن فعاليات أسبوع اللغة العربية وبالتزامن مع إطلاق وزارة الثقافة والشباب تقرير حالة اللغة العربية، وأدارتها فرح قاسم محمد، مسؤولة مهرجان الفنون الإسلامية بدائرة الثقافة في الشارقة، حيث تناولت الندوة أسئلة العربية ومكانتها وإمكاناتها، وحضورها في الفضاء المكاني العام وتحديات العولمة وانتشار اللغات الأجنبية.
وتحدث ابن لاحج، عن علاقته بالخط العربي وجماليات التشكيل، مشيداً بدور وزارة الثقافة والشباب كمظلة للإبداع ودورها الداعم للمبدعين والمثقفين، معتبراً أن للفنان عالمه الداخلي ومناطقه العاطفية الخاصة التي تبدأ فيها أفكار مشاريع أعماله الفنية، وأن الفنان العربي صاحب إرث لغوي وحضاري عريق يستند إليه في حبه للغته الأم، وعلاقته بالخط كعمق فني وحروف هي كالكواكب والنجوم في سماوات الفنان، وكنمط فني مغاير غير تقليدي لبناء أفق جديد لعرض الخط العربي بما يعكسه من قدسية اللغة نفسها.
متحف المستقبل
حول متحف المستقبل في دبي استعرض الفنان بعض صور عمله المزخرف بجماليات الخطوط العربية، موضحاً أن الفضل يعود إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، صاحب فكرة بناء المتحف، حيث استلهم الفنان إرادة سموه ورؤيته، واستخدم مقولاته بشكل أساسي إلى جانب عبارات عربية أخرى، عاملاً على إبراز خط الثلث وحروفه التي استخدمها في تصميمٍ اشتغل عليه لأكثر من 4 أشهر، مستنداً إلى خبرته في العمارة والتصميم ووعي العلاقة بين الكتلة والفراغ، وخامات البناء من معدن وزجاج وغيره، الأمر الذي ساعد على إنجاز المتحف بشكل متقن.
وقال: «تم استدعائي لأقدم فكرة، وبعد دراسة مستفيضة، قدمت عدة تصاميم، وتم تسخير كافة السبل لإنجاز المهمة، كما أن لدي خلفية في فن المعمار ساعدتني على تنفيذ التصميم بشكل احترافي، وكان متحف المستقبل نقلة بالنسبة لي، وقد اعتمدنا على مقولات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في التطوير وبناء المستقبل، وكان الغلاف الأساسي من «الستانلس ستيل» والخط بالزجاج، والمدخل هو الأكبر في احتوائه على الخط العربي واعتمدنا على خط الثلث، كما أن التكنولوجيا لعبت دوراً في طريقة وضع الخط على المبنى.
الخط خط ملكي
وأضاف: اعتمدنا خط الثلث لأنه خط ملكي مبهر، جماليته متأصلة، ورغم دخول خطوط مبتكرة لكنه بمثابة مدرسة أصيلة، يستطيع الخطاط أن ينطلق منه لتصميم أفكار وتشكيلات آسرة، فالانحناءات الموجودة في هذا الخط موجودة في أي لغة أخرى، واللغة العربية تفرض جمالها، ولها قيمة أينما وجدت في تحفة أو أيقونة أو زينة، فهي تجذب الانتباه والطاقة، والخط العربي شيء كبير بالنسبة للفنانين وللمتلقين وكأن فيه قدسية.
كما تحدث ابن لاحج عن شغفه بالعمل على أيقونة«طاقة الكلام» وهي عبارة عن مجموعة من المجسمات الفنية التي تستلهم وتستخدم أقوال المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والمعروضة ضمن مقتنيات قصر الوطن في أبوظبي، مستعرضاً روائع الإرث المعرفي للغة العربية من خلال موسوعاتها العلمية والأدبية والبلاغية، وقارئاً إمكانات الخط العربي وحضوره في كل أرجاء العالم، وخاصة خط الثلث الذي يعتبره محبوباً ويعتبره الأكثر تعبيراً عن شخصيته ورؤيته الفنية.
وأوضح ابن لاحج أن الفنان يعيش جملة من الأفكار والمشاريع في أعماقه، ونحن كعرب نضع أنفسنا في مراتب متأخرة في الإنتاج الفني الإبداعي، وبخلاف ذلك يعتقد أن لنا كعرب بصمة مهمة في النتاج العالمي.
مصدر إلهام
وأشارت لولوة الحمود إلى أنّ الخط العربي شكل مصدراً من مصادر الإلهام في تجربتها الفنية، وأنّ نظرية ابن مقلة في النسبة والتناسب في رسم الحروف هي نظرية أفادتها كثيراً، إلى جانب المربع البيدي لاستنباط شفرات خاصة بالحروف العربية التي استخدمتها في أعمالها الفنية، كما استعرضت أثر اليقين والإيمان بالله الواحد في رسم العلاقة بين المحدود (الأشكال من مربعات ودوائر) واللا محدود (الله سبحانه وتعالى) مستفيدة من أساسيات الخط العربي الذي يحفز المتلقي على فك شفراته، ويجذب المشاهد لا بقراءته، بل بتفاصيله، وشكله البديع، والتأمل في أبعاده الفنية والجمالية.
ورأت لولوة الحمود أن العرب في حقبة زمنية معينة كانوا معزولين عن حضارتهم وتراثهم الثقافي والمعرفي، وباتوا اليوم يواجهون تحدياً كبيراً في نشر وترويج جماليات الخط العربي في إطار التقنيات الحديثة وتصميم الحروف، كاستخدامات الحاسوب والكتابة من خلال الكمبيوتر، معتبرةً أن العربية ومكانتها وإمكاناتها، وحضورها في الفضاء المكاني فينا، بدءاً من القرآن الكريم، ويحق لنا أن نفتخر كعرب بجماليات هذا الخط.
كما تحدثت عن شغفها بالهندسة وجماليات التصميم، مشيدةً باحتضان القيادة الرشيدة في السعودية للإرث الثقافي العربي والإسلامي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"