جائحة مضللة

01:00 صباحا
قراءة دقيقتين

اقتربنا من وداع عام 2020، الذي أوشك على الرحيل، فقد انقضى بحلوه ومره، وإن كانت معاناة المجتمعات سطرت تفاصيل معظم أيامه، بسبب فيروس كورونا المستجد «كوفيد ـ 19» وتداعياته، وآثاره التي لم تستثنِ مجتمعاً، إلا أننا خرجنا منه بحالة جديدة من الوعي المجتمعي، وثقافة التعامل مع الأزمات التي أتقن لغة توظيفها المجتمع بمختلف فئاته.
ومع ظهور السلالة الجديدة للوباء، في دول، تبقى المسؤولية قائمة، ويبقى الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية والتعليمات واجب إلزامي على كل فرد في المجتمع، للمحافظة على مكتسبات المرحلة الماضية، وتعزيز جهود الجهات المعنية بإدارة الأزمة التي ركزت على حماية صحة وسلامة الجميع.
الأقاويل كثيرة، وقد تمكّن الجدل من بعض المجتمعات لاسيما تلك التي أصابتها السلالة الجديدة من الفيروس، ووصْفها بـ«شديدة العدوى»، دعا بلداناً إلى فرض قيود على دخول القادمين من الدول المصابة، ولكن على الرغم من ذلك ما زالت الحقيقة حول التحول الفيروسي وتداعياته وآثاره منقوصة، وهذا يأخذنا إلى أهمية عدم الذعر والتعامل مع المستجدات بثقافة تعلمها الجميع منذ ظهور «كوفيد ـ 19».
في الواقع، منذ أن اخترق الفيروس التاجي المجتمعات وعظمت تداعياته وتوالت آثاره، تزامن ذلك مع جائحة مضللة أخرى، قد تكون أقوى تأثيراً من الفيروس ذاته، يُشكّلها كم أخبار مفبركة، ورسائل محبطة، وتحليلات ضالة، تأتينا من كل فج وصوب، ونجدها منتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتتلاعب بالحالة النفسية وتؤثر سلباً في استقرار وسكينة المجتمع بأفراده، وهنا ينبغي على الجميع أن يستقي معلومات وبيانات ومستجدات كورونا من المعنيين، والمصادر الموثوقة.
الجهات المسؤولة عن إدارة الأزمة في الإمارات، نجحت في كشف وسرد جميع الحقائق حول جائحة كورونا، ووفرت تفاصيل المستجدات وتطورات الفيروس، وتحولاته، وحرصت بشكل مباشر منذ ظهور الفيروس على تقديم وجبة توعوية وتحليلية دسمة، لفئات المجتمع كافة، حول ما آلت إليه الأوضاع والإجراءات، فكانت الأحق والأصدق والأدق الذي نُعوّل عليه لنستقي الحقائق والوعي لمواجهة الأكاذيب المضللة.
الانتباه وتوخي الحيطة والحذر، ضرورة ملحة، وتحري الدقة وعدم الانسياق وراء ما يجوب المجتمعات من أخبار مجهولة المصدر، ورسائل لا تحمل المصداقية ولا تعبر عن الحقيقة، «مسؤولية» ينبغي أن يُدرك مضمونها وأهميتها كل فرد في المجتمع.
فالثقافة والوعي يعدان مصدراً رئيسياً للاستقرار والطمأنينة والاتزان بين الجميع.
المرحلة المقبلة حقبة جديدة من المسؤولية، تتطلب التحلي بالالتزام واتباع الإجراءات والتعليمات، كما تأتي من أصحاب القرار في تلك الأزمة، وعلى الجميع توظيف ثقافة الوعي، وما تم اكتسابه من خبرات، للتصدي لأية ظروف ومستجدات، حفاظاً على سلامة وصحة الجميع، مع ضرورة عدم الانسياق وراء الشائعات، ضماناً لاستقرار المجتمع وفئاته. حفظ الله الجميع.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"