عادي

رياضة الإمارات تحتفظ بلياقتها «أون لاين» وتجتاز التحدي

21:31 مساء
قراءة 6 دقائق
1
1
1
1
1

إعداد: مسعد عبد الوهاب
أصبحت الرياضة برمتها في الوقت الحاضر تظاهرة اجتماعية تفرض نفسها على الأحداث المؤثرة في حياة الشعوب بكل قوة؛ ذلك لأنها جزء لا يتجزء من حركة الحياة والناس، وفرض فيروس «كورونا» نفسه محدثاً تغييرات ضربت الحركة الرياضية حول العالم وفي الإمارات على وجه الخصوص، بما خلفه من آثار عطلت نشاطها ليخلف خسائر مالية فادحة للمؤسسات الرياضية على اعتبار أن الرياضة أصبحت ذات قوة هائلة مؤثرة على اقتصاد الدول، خاصة بعدما تحولت إلى احتراف تجني من ورائه أموالاً طائلة.
«الخليج الرياضي» يسلط الضوء في هذا التحقيق على أبرز الأحداث الرياضية التي شهدها العام، في ظل تداعيات جائحة «كورونا» التي تصدرت المشهد بما خلفته من آثار سلبية على القطاع الرياضي، بسبب توقف النشاط لنحو سبعة شهور، حرصاً على وقاية الرياضيين من الوباء، واتفق المشاركون على أن انتصار رياضة الإمارات على تحدي «كورونا» واستئناف النشاط إنجاز في حد ذاته، في ظل تداعيات الوباء، وتدابير مواجهته التي استدعت إجراء كثير من الأنشطة عن بعد، كما تطرقوا للإنجازات التي تحققت، والمحصلة في السطور التالية:

 سالم القاسمي: ذهب المبارزة العربية يؤكد تفوق الإمارات

*قال المهندس الشيخ سالم بن سلطان القاسمي، رئيس الاتحادين الإماراتي والعربي للمبارزة، عضو المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الوطنية: «يجب التأكيد أولاً على أن جهود قيادتنا الرشيدة في التصدي لفيروس «كورونا» قادتنا إلى بر الأمان، ووفرت للجميع كل سبل الوقاية والأمان من الوباء الذي ضرب العالم بأسره ولم تسلم منه أيضاً الساحة الرياضية، والشيء الذي يستحق الوقوف عنده هو ذلك التحول نحو ممارسة الرياضة عن بعد، والذي مثل ثقافة جديدة عرفتها رياضة الإمارات كبديل حقق التواصل والاستمرارية».
ويضيف: «تتويج مبارزة الإمارات بالمركز الأول والميداليات الذهبية في البطولة العربية التي أقيمت في البحرين خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي، برصيد 18 ميدالية ملونة، بواقع 5 ذهبيات، و4 فضيات، و9 برونزيات، من أبرز الإنجازات التي تحققت؛ لأنه إنجاز تاريخي يؤكد الوجود الإماراتي المتميز رغم التنافس مع دول سبقتنا إلى ممارسة اللعبة منذ زمن طويل، ولولا «كورونا» لأضفنا إنجازات أخرى، بعد تأجيل بطولتين كانتا مقررتين في ضيافة الدولة هذا العام هما كأس العالم والجائزة الكبرى، وتم تأجيل تنظيمهما إلى العام المقبل في كل من أبوظبي ودبي».

محمد الكعبي: حققنا نقلة نوعية بثقافة الرياضة عن بعد

قال الفريق الركن (م) محمد هلال الكعبي، رئيس اللجنة العليا المنظمة لماراثون زايد العالمي: «كان العام استثنائياً جداً؛ بسبب ظروف مواجهة الجائحة، وتكيّف الرياضة مع تداعياتها كان التحدي الأكبر، وقد صاحب ذلك سلبيات انعكست على الرياضة والرياضيين، أهمها توقف النشاط لفترة طويلة منذ مارس/آذار الماضي لأكثر من ستة أشهر، إلا أن ذلك لم يُلغِ حقيقة أننا كسبنا ثقافة جديدة في اتجاه الرياضة الرقمية وتنظيم الأحداث «أون لاين» بشكل واسع، من خلال التحول لممارسة أنشطة الرياضة عن بعد عبر التقنيات الإلكترونية، التي عرفت طريقها إلى الساحة؛ لتحدث نوعاً من الثقافة الجديدة بتوظيف التقنية بصورة أكبر في الساحة الرياضية من خلال اجتماعات المؤسسات والاتحادات الرياضية التي عقدت عبر الـ «فيديو كونفرانس»، واستفدنا من ذلك في استمرار العمل الإداري من دون اهتزاز، كما نظمت أنشطة بدنية وتدريبات عن بعد، وهذا أيضاً من النقاط الإيجابية التي حافظت على مستوى اللاعبين بقدر الإمكان».
وأضاف: «من الأمور السلبية التي فرضت نفسها على الرياضة من جراء جائحة «كورونا» إلغاء مسابقة كأس صاحب السمو رئيس الدولة، وهذا ما كان يجب لأنها البطولة الأغلى، وكان متبقياً لها مباراة النهائي فقط، ونفس الشيء يمكن أن يقال بخصوص استكمال الدوري، لاسيما بعد أن شاهدنا دولاً كثيرة نجحت في ذلك، ووصلت بمسابقاتها إلى بر الأمان».

ناصر الرزوقي: «بريميرليج دبي» شهادة عالمية بكفاءة التنظيم

*قال اللواء (م) ناصر عبد الرزاق الرزوقي، رئيس الاتحادين الآسيوي والإماراتي، النائب الأول لرئيس الاتحاد الدولي للكاراتيه: «في اعتقادي أننا في الإمارات كسبنا تحدي مواجهة جائحة «كورونا»، من خلال الالتزام بالبروتوكول الصحي والإجراءات الاحترازية المعتمدة في الدولة، ورياضة الكاراتيه على سبيل المثال شهدت تأجيل بطولة العالم التي كانت مقررة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وتم ترحيلها إلى العام المقبل في التوقيت نفسه، التزاماً بقرار الاتحاد الدولي بتأجيل البطولات المحلية في كافة دول العالم، مع الإشارة إلى أن الحفاظ على أرواح الرياضيين كانت منطلقاً لهذا القرار».
 وأضاف: «على صعيد الإنجازات نجحنا في تنظيم جولة دبي من بطولة الدوري العالمي للكاراتيه «دبي 2020»، التي تستضيفها الإمارات سنوياً، والحدث حظي بإشادة وثناء من خبراء الاتحاد الدولي، على احترافية التنظيم الإماراتي، وكذلك دورة التحكيم التي أقيمت بالتزامن مع الحدث، وهذه النجاحات تؤكد استمرار ريادة الإمارات في استضافة وتنظيم كبرى المحافل الرياضية العالمية، نتيجة الثقة التي تحظى بها من المؤسسات الدولية.

أحمد الشريف: فوز السعودية بتنظيم آسياد 2034 مكسب للمنطقة

واعتبر الدكتور أحمد سعد الشريف، رئيس جمعية الرياضيين، أن تأجيل دورة الألعاب الأولمبية المقررة في طوكيو لمدة عام لتقام في 2021، من أبرز الأحداث التي شهدها عام 2020، كونها المحفل الأكبر في الرياضة العالمية على الإطلاق، والمؤثر على الرياضة، والتأجيل أدى إلى تعرض الكثير من دول العالم لخسائر مالية صرفتها على إعداد رياضييها، حتى وصلوا إلى «التوب فورم» قبل فترة المنافسة، لكنهم أصبحوا مضطرين لإعادة برمجة خطط الإعداد، وصرف موازنات إضافية بعد قرار تأجيل الدورة.
 وأضاف: «من أهم الأحداث التي شهدها العام أيضاً فوز السعوية بتنظيم دورة الألعاب الآسيوية عام 2034، فهو مكسب كبير للمنطقة؛ لما لهذه الدورة من أهمية بالغة الأثر قارياً وعالمياً؛ ذلك لأنها ثاني أكبر محفل أولمبي بعد «الأولمبياد»، وستفيد كل الرياضيين بالمنطقة من الاحتكاك، علاوة على اكتساب الخبرات التنظيمية والإدارية، أما على صعيد الإمارات، فأعتقد أن انتشار ممارسة الرياضة عن بعد كان بديلاً مناسباً نجحت فيه المؤسسات الإماراتية في التعامل مع متغيرات الواقع، وانتشار هذه الثقافة من شأنه وضع تخطيط لمواجهة أي تحديات من هذا النوع تطرأ في المستقبل، وبالتأكيد رياضة الإمارات انتصرت على التحدي الذي مثلته الجائحة، والآن عادت المسابقات في كرة القدم وغيرها بضوابط احترازية تتماشى مع البروتوكول الصحي المعتمد في الدولة للوقاية من الوباء، وهذا النجاح يؤكد قدرة حكومة الإمارات على التصدي لكل المخاطر الصحية.

محمد غراب: كنت أتمنى ألّا يتم إلغاء دوري وكأس الموسم الماضي

يرى محمد مطر غراب، المحلل بقناة دبي الرياضية، أن الغاء دوري الخليج العربي ومسابقة كأس صاحب السمو رئيس الدولة في الموسم الكروي الماضي كان أبرز الأحداث الرياضية في عام 2020 على مستوى الإمارات، وأنه كان له انعكاساته السلبية على كرة الإمارات وما ينتظرها من استحقاقات
وتابع: «الدوريات كلها استكملت من حولنا وفي الكثير من دول العالم، بينما نحن أصحاب الإمكانات الهائلة التي وظفتها حكومتنا الرشيدة في إدارة أزمة الجائحة «كورونا» بنجاح لم نستكمل مسابقات الموسم، وهذا المؤشر هز ثقة الجمهور فيمن يديرون اللعبة؛ لأن الإلغاء كان له انعكاساته السلبية المؤثرة على إعداد المنتخب للتصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2023وكأس آسيا 2023، فلا يمكن أن تكون دولة الإمارات متفوقة في إدارة الأزمات متى وأينما وجدت، وتفشل الجهات المسؤولة عن كرة الإمارات في إدارة واستئناف المسابقات، ونحن دولتنا نقلتنا من دول العالم الثالث لنكون ضمن دول العالم المتقدم.
وتابع: «في أزمة «كورونا» دعمنا دولاً كبرى في أقاصي الأرض، بينما لم نقدر على استكمال مسابقات الكرة، وهذا أمر معيب في حق الجهات المعنية بإدارة شؤونها، ولا يوجد مبرر وحجج لذلك أياً كان شكلها».
ويضيف: «الجهات الرياضية العليا أصابت في قرارها بإجراء انتخابات تشكيل مجالس إدارة الاتحادات للدورة الجديدة 2020 - 2024» وهذا يحسب لها، كما أن اتحادات أخرى أكملت مسابقات الموسم الماضي، على غرار اتحاد كرة السلة وغيره، والسؤال هو كيف نجحوا؟ وهذا جانب مضيء يحسب لهم، و يدين في الوقت نفسه الإخوة المسؤولين عن كرة القدم الإماراتية.

ندى النقبي: استمرار «عربية السيدات» إنجاز في ظل تداعيات «كورونا»

قالت ندى عسكر النقبي، مدير عام مؤسسسة الشارقة لرياضة المرأة: «الشيء الذي يشار إليه بالبنان هو نجاح دولة الإمارات في حماية شعبها وكل المقيمين على أرضها والرياضيين من مخاطر «كورونا»، بإجراءات احترازية محكمة، أما عن الرياضة النسائية فإن تنظيم إمارة الشارقة للنسخة الخامسة من دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات التي أقيمت خلال الفترة من 2 إلى 12 فبراير/شباط 2020 بنجاح كبير، يعد من أبرز الأحداث؛ ذلك لأنها أقيمت بمشاركة واسعة بلغت 78 نادياً من 18 دولة تنافست في 9 ألعاب، وهذا التجمع المنقطع النظير جعل الدورة هدية قدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة في إمارة الشارقة، إلى الرياضة النسائية العربية؛ كونها الأكبر من نوعها على الإطلاق التي تجمع هذا العدد من الرياضيات للتنافس وإظهار قدراتهن وإبداعاتهن الرياضية، كما تؤكد تطور رياضة المرأة الإماراتية».
وأضافت: «لم تستسلم الرياضة الإماراتية والنسائية على وجه الخصوص لتداعيات «كورونا» التي أدت لتوقف النشاط؛ حيث تم اللجوء لإقامة أنشطة بديلة عن بعد، من ضمنها 5 معسكرات افتراضية في ألعاب المبارزة والكاراتيه وكرة الطاولة والقوس والسهم، كما أقيمت دورات تدريب وتحكيم عن بعد، وبلغ مجمل الفعاليات التي نظمت في عام 2020 ككل 130 دورة وورشة تدريب للطاقم الإداري والفني للاعبات نادي الشارقة الرياضي، هذا بخلاف حصول 5 مدربات مواطنات على المستوى الأول في تدريب كرة السلة وكرة الطائرة، و29 حكمة في الألعاب الجماعية والفردية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"