عادي
المدير التنفيذي لوحدة توليد الطاقة في «طاقة» يتحدث لـ «الخليج»:

إنتاج الكهرباء من الشمس تنويع للمصادر يستقطب الاستثمارات

22:37 مساء
قراءة 4 دقائق
1
أبوظبي: «الخليج»

أكد فريد العولقي، المدير التنفيذي لوحدة أعمال توليد الطاقة في شركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة»، أن مشروع محطة الظفرة للطاقة الشمسيّة الكهروضوئيّة سيكون له أثر كبير على قطاع الطاقة في أبوظبي، نظراً لحجمه ضمن موقع واحد، وقدرته الإنتاجية البالغة 2 جيجاواط من الكهرباء، التي سيتم توريدها إلى شبكة الكهرباء في أبوظبي والإمارات الأخرى، موضحاً أن المشروع سيزيد من القدرة الإنتاجية للطاقة الشمسية الحالية في أبوظبي إلى الضعف تقريباً، وسيحقق زيادة كبيرة في إجمالي كمية الطاقة النظيفة ضمن مزيج الطاقة الإجمالي في الإمارات، وستسهم التعرفة التي حققها المشروع - وتعد الأقل عالمياً – في تخفيض تكلفة الطاقة في القطاع.
قال العولقي في حديث للخليج: «عندما نشير إلى زيادة نسبة الطاقة النظيفة ضمن إجمالي مزيج الطاقة في الإمارات، فإن محطة الظفرة تلعب دوراً كبيراً في دعم الجهود الرامية لتحقيق الأهداف الوطنية الواردة في استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، والتي تهدف إلى توليد 50% من إجمالي كمية الطاقة من مصادر نظيفة، وكانت الدولة قد وضعت أهدافاً واضحة للتقليل من الانبعاثات الكربونية، وهنا فإن محطة الظفرة ستقلل من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بمقدار 2.4 مليون طن متري سنوياً، أي ما يعادل إزالة 470 ألف سيارة من الطرقات، وذلك عند دخول المحطة حيز التشغيل. 

«نور أبوظبي» تنتج 1.2 جيجاواط

وعن سبب تركيز مشاريع ضخمة كهذه على الطاقة الشمسية الكهروضوئيّة دون غيرها من التقنيات، قال العولقي: «تنعم دولة الإمارات بوفرة أشعة الشمس، مما يجعلها وجهة جاذبة لمشاريع الطاقة الشمسية، بالإضافة لذلك، تتمتع شركة «طاقة» بسجل حافل من الإنجازات في تشغيل وإدارة مشاريع الطاقة الشمسية في قطاع المرافق في الإمارات، ففي الوقت الحالي، تعتبر محطة «نور أبوظبي» أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم ضمن موقع واحد بقدرة إنتاجية تبلغ 1.2 جيجاواط، وقد أكملت بنجاح ما يزيد على عام منذ دخولها حيز التشغيل التجاري، مما يدل على فاعلية وكفاءة مشاريع الطاقة الشمسية في أبوظبي.
وذكر العولقي أن «طاقة» حددت أهدافها الرامية إلى تحقيق زيادة كبيرة في قدرتها لإنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة الشمسية، معرباً عن توقعاته أنه بحلول عام 2030، ستكون نسبة 20% من الكهرباء التي تولدها شركة «طاقة» من مصادر الطاقة الشمسية.
وقال: «نعتقد بأن الأمر لا يتعلق بالطاقة المتجددة فحسب، بل كذلك باستخدام تقنيات الطاقة التي تحقق الكفاءة، ولهذا السبب نهدف لتحلية أكثر من 50% من قدرتنا الإنتاجية من المياه عن طريق استخدام تقنية التناضح العكسي، التي تستهلك كهرباء أقل بنسبة 50%، مقارنة بتحلية المياه التقليدية، ونحن أيضاً شركاء في محطة «الطويلة» لتحلية المياه بتقنية التناضح العكسي، وهي حالياً قيد الإنشاء، وستصل قدرتها الإجمالية لتحلية المياه إلى 200 مليون جالون إمبراطوري يومياً، إضافة إلى ذلك، سيوفر هذا المشروع 50 ميجاواط من الكهرباء بواسطة الطاقة الشمسية المنتجة في نفس الموقع، الأمر الذي يسهم في تحقيق أهداف الاستدامة البيئية للمحطة».

التعرفة الأقل عالمياً

واستدرك بالقول: «لدينا واجب يتمثل في ضمان أن تحقق كافة مشاريعنا القيمة لصالح مساهمينا وشركائنا، ومن هذا المنطلق، تعتبر محطة الظفرة للطاقة الشمسية مشروعاً معيارياً لدولتنا ولقطاع الطاقة العالمي، وإن التعرفة التي حققها المشروع، والتي تعد الأقل عالمياً، وهي 4.85 فلس إماراتي لكل كيلوواط/ساعة (1.32 سنت أمريكي لكل كيلوواط/ ساعة)، إضافة إلى استخدام أفضل التقنيات من نوعها، تبرهن مجدداً على جدوى تطبيق مشاريع الطاقة المتجددة ضمن قطاع المرافق.

تمويل من 7 مصارف دولية

وأضاف، «وقد أثبتنا الجدوى التجارية والتشغيلية لمشاريع الطاقة الشمسية، عبر حصول هذا المشروع على تمويل من 7 مصارف دولية، إضافة لسجلنا الحافل بإنجاز مشاريع رائدة وأصول تحقق القيمة لشركائنا وأصحاب المصلحة ولدولة الإمارات، وأكبر مثال على ذلك، محطة «نور أبوظبي»، التي أكملت ما يزيد على عام منذ إطلاق عملياتها التشغيلية التجارية، ومن شأن هذه المشاريع أن تجذب الاستثمارات إلى أبوظبي، وتطوير البنية التحتية الرئيسية اللازمة لبناء اقتصاد متنوع وتنافسي، بالإضافة إلى تنويع مصادر إمدادات الطاقة في دولة الإمارات». 

كهرباء لـ 160 ألف منزل

وحول مساهمة مشروع محطة الظفرة في التقليل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في دولة الإمارات، أوضح العولقي: «وضعت الإمارات أهدافاً واضحة ضمن استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 تتعلق بالطاقة النظيفة والتقليل من الانبعاثات الكربونية، ولدينا دور مهم في دعم هذه الأجندة الوطنية، فإن هذا المشروع سيسهم بزيادة قدرة الإمارة من الطاقة الشمسية إلى أكثر من 3 جيجاواط».
وستنتج المحطة كهرباء كافية ل 160 ألف منزل، وتقلل الانبعاثات الكربونية بمقدار 2.4 مليون طن متري سنوياً، أي ما يعادل إزالة نصف مليون سيارة تقريباً من الطريق سنوياً، الأمر الذي يعد مساهمة كبيرة في الجهود نحو تحقيق أهداف الدولة.    

مشاريع ذات كفاءة

وحول أهم مشاريع الطاقة النظيفة وذات الكفاءة التي تعمل شركة «طاقة» على تطويرها حالياً، قال العولقي: «على المستوى الدولي، نواصل البحث عن مزيد من المشاريع والشراكات التي من شأنها أن تساعدنا على تحقيق استراتيجيتنا الهادفة إلى زيادة مشاريع الطاقة النظيفة وذات الكفاءة ضمن محفظة مشاريعنا، كما نسعى لترسيخ موقعنا كنموذج للكفاءة والتميز على الصعيدين الإقليمي والعالمي، ونهدف إلى تحقيق التوازن المناسب بين ممارسات الاستدامة وخفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من جهة، مع ضمان أمن توريد الكهرباء والمياه، من جهة أخرى».

مشروعان قيد الإنشاء

بالإضافة إلى محطة الظفرة للطاقة الشمسية، هناك مشروعان آخران قيد الإنشاء، وهما محطة «الطويلة» لتحلية المياه بتقنية التناضح العكسي، والتي تعد أكبر محطة لتحلية المياه باستخدام هذه التقنية في العالم، ومحطة الفجيرة F3، وتعتبر أكبر محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالغاز، وأكثرها  كفاءة في الإمارات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"