طريق التعافي

00:20 صباحا
قراءة دقيقتين


منى البدوي

مستويات التنظيم الراقية والإجراءات الاحترازية الواسعة وسهولة وسرعة الخطوات التي تسبق تطعيم الأفراد في مركز صحة لتطعيم كوفيد-19 بالعين، ليست جديدة على أنظارنا، ولكن هذه المرة يمكن وضعها كمؤشر نحو مدى القدرة على مواجهة الظروف الصعبة والعقبات والتحديات وإن كان وباء سريع الانتشار يهدد حياة الناس.
الحديث عن القدرة على تنظيم حركة أعداد كبيرة مقبلة على التطعيم في المركز تصل إلى 3 آلاف فرد يومياً، ومتابعة التنقل من خطوة إلى أخرى بنظام أشبه ما يكون بالحركة في خلية النحل، ليس مجرد عبارات إنشائية مرصوصة وإنما نقل حقيقي وواقعي لحجم الدعم المادي الكبير من قبل القيادة الرشيدة، حفظها الله، والجهود الواسعة المبذولة في سبيل الوصول إلى مرحلة التعافي ورحيل هذا الكابوس وعودة الحياة إلى سابق عهدها.
ومن الأمور التي تثير الانتباه وتبعث على الفخر بمستويات الرقي والحضارة التي يعيشها المواطن والمقيم على أرض الدولة، ليس فقط تقديم التطعيم مجاناً لجميع فئات وشرائح المجتمع، بل أيضاً أنه بالرغم من الأعداد المتكاثرة في الموقع إلا أن حركة الانتقال المنظمة والإجراءات الدقيقة والسريعة والسيطرة التنظيمية تسطع من خلال تواجد الإداريين والمشرفين على المركز وانتشارهم في الموقع إلى جانب المتطوعين لمتابعة وإرشاد كل من قدم للتطعيم ضد كوفيد-19، والتأكد من الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية والوقائية .
إن استمرارية العمل طوال الوقت المحدد للاستقبال وخلال أيام الأسبوع بنفس الوتيرة من النظام والدقة والسرعة، ليس أمراً سهلاً ولم يأت من فراغ وإنما جاء نتاج متابعة حثيثة وجدية في تنفيذ خطط مواجهة الوباء.
من يتابع أخبار بعض دول العالم خاصة التي فقدت سيطرتها على الفيروس وعدم تمكنها من مواجهته، لا بد أن تستوقفه الخطط المدروسة في الدولة والمعلن عنها بشفافية من خلال وسائل الإعلام لمواجهة الجائحة والتي جاءت من فكر حكيم وواع ومدرك لتضعنا حالياً على طريق التعافي لنكون من أوائل الدول وأكثرها كفاءة في السيطرة على الوباء والقضاء عليه وهو ما جاء نتاج رؤية وضعت صحة وسلامة الإنسان ضمن قائمة أولوياتها.
ومن الأمور التي تستحق تسليط الضوء عليها الإقبال الواسع على التطعيم من قبل جميع الفئات بمن فيهم كبار السن، وهو ما يشير إلى حجم ثقة المواطنين والمقيمين على أرض الدولة بقرارات القيادة الرشيدة، حفظها الله، التي اتسمت بالحكمة منذ بداية انتشار الوباء ووصولاً إلى توفير التطعيم للتخلص منه والقضاء عليه حيث وفرت اللقاح ودعت أفراد المجتمع لتلقيه لنجد بعدها الأعداد المتوافدة على التحصن ضد كورونا، وهو ما يُفتقد في بعض دول العالم التي تواجه انتشاراً كبيراً للفيروس وإقبالاً يعتبر نوعاً ما ضعيفاً مقارنة بعدد السكان.
صور عديدة للجهود يصعب اختزالها في كلمات أو حصرها في سطور، لكن جميعنا عاش في قلب الحدث ولمس احتضان القيادة الرشيدة لكل من يقيم على أرضها خلال تجربة تعتبر جديدة، وحرصها على بث الاطمئنان في نفوس أفراد المجتمع وتوفير الرعاية الصحية الكاملة والشاملة لجميع من أصيب بفيروس كورونا، مروراً بالفحوصات المكثفة للكشف عن المصابين، وانتهاء بتوفير اللقاح الذي سيجعلنا نمضي قدماً نحو التعافي.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"