عادي

أوامر بايدن تفتح الباب أمام أمواج المهاجرين

21:39 مساء
قراءة 4 دقائق
1

الشارقة-"الخليج"، وكالات:

شكلت سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه الهجرة، فرصة ذهبية لأمواج المهاجرين الطامحين إلى العبور على القارة الشمالية، خاصة مع القرارات التسهيلية الجديدة التي وقعها الرئيس الأمريكي جو بايدن، والتي من خلالها ألغى قرارات سلفه دونالد ترامب الذي اتخذ مواقف متشددة وصفت بالعدائية تجاه الهجرة عموماً سواء كانت شرعية أو غير ذلك، لكن في المقابل إدارة بايدن ورغم انفتاحها على المهاجرين إلا إنها رفضت فتح الباب على مصراعيه تماما، بل وضعت أطراً عامة تحكم سياساتها الجديدة، حيث إنها حذرت آلاف المهاجرين الهندوراسيين الطامحين إلى العبور نحو الولايات المتحدة من الاقتراب إلى الحدود، وشددت على منعهم بكل عزم.
بايدن مضى بإصدار سلسلة أوامر تنفيذية لحظة جلوسه على المكتب البيضاوي، حيث تسعى هذه الأوامر أولاً إلى لمّ شمل العائلات المهاجرة التي انقسمت بسبب سياسة عهد ترامب، كما أمر بمراجعة أجندة الهجرة الأوسع لسلفه. 
وفي محاولة لردع الهجرة غير الشرعية، فصلت إدارة الرئيس دونالد ترامب البالغين غير الشرعيين عن الأطفال أثناء عبورهم الحدود الأمريكية - المكسيكية. وبموجب أوامر بايدن التنفيذية، سيتم تشكيل فريق عمل لمحاولة لمّ شمل 600 إلى 700 طفل ما زالوا منفصلين عن عائلاتهم. وفصلت إدارة ترامب ما لا يقل عن 5500 طفل عن البالغين على طول الحدود بين عامي 2017 و2018.
وأصدر الرئيس الديمقراطي أيضاً مرسوماً يتعلق بدول المهاجرين، إضافة إلى إعادة تفعيل المساعدات الاقتصادية، ويهدف المرسوم إلى إعادة قنوات الهجرة القانونية من المصدر مثل تلك التي أتاحت في عهد باراك أوباما إحضار مئات القاصرين الذين كان آباؤهم موجودين بالفعل في الولايات المتحدة بدون أن يضطروا لسلوك طرقات الهجرة الخطرة، كما تعهدت إدارة بايدن بتغيير جذري في نظام اللجوء.
كما تم إصدار مرسوم آخر، يهدف إلى تعزيز اندماج المهاجرين المقيمين بشكل قانوني في الولايات المتحدة. وينص على «جعل التجنيس أكثر سهولة لتسعة ملايين شخص مؤهلين للحصول على الجنسية الأمريكية» بحسب ما قال مسؤولون أمريكيون كبار.
وفور وصوله إلى البيت الأبيض، وجه بايدن رسائل طمأنة إلى الجناح اليساري للحزب الديمقراطي الذي يتوقع تحولاً كاملاً في مجال الهجرة، بعد أربع سنوات أغلقت خلالها حدود الولايات المتحدة. فقد عمد خصوصاً إلى وقف بناء الجدار عند الحدود مع المكسيك ورفع حظر دخول مواطني الدول ذات الغالبية المسلمة إلى الولايات المتحدة.
وانتقد بايدن إعلان ترامب بحرمان من يدخل البلاد بصورة غير شرعية حق طلب اللجوء السياسي. بل إن الرئيس الجديد مضى بالدفاع عن اللاجئين في كل محفل، كردة فعل على وصف سلفه اللاجئين بأنهم غزاة مدعومون من مجرمين يسعون إلى احتلال البلاد.

وتشكل الهجرة من دول أمريكا الجنوبية، حيث تعيش بلدانهم أزمات اقتصادية خانقة، كما يقصدها الكثير من مهاجري العالم لاقترابها من أمريكا، أبرز التحديات التي تواجه الولايات المتحدة، إذ يحاول آلاف مئات البشر سنوياً العبور لما يتوقعون أنهم سيلاقون جنة أحلامهم، لكن الكثير منهم تصطدم أحلامهم بواقع مرير تحاصر في مخيمات للاجئين حيث يعانون فيها شظف الحياة، ومن يتمكن من العبور فإنه سيكون رهينة السياسات المتغيرة للولايات المتحدة فيما يتعلق بهم ومستقبلهم.
وهذا ما يؤكده نظيرو عثمان المهاجر الذي غادر غانا قبل أشهر وعبر غابة داريين بين كولومبيا وبنما في طريقه إلى الولايات المتحدة، حيث بات مئات يواجهون مخاطر الغابة وجائحة «كورونا» لعبور الحدود التي تمتد على 266 كلم بين البلدين.
ولا طرقات في غابة «داريين» العذراء ومساحتها 575 ألف هكتار. لكن الأنهار والأفاعي السامة والنمور والعناكب والعقارب والسحالي والنحل لا تشكل أخطر ما قد يواجهه المهاجرون في هذه الغابة، حيث تشيع عصابات إجرامية أجواء ذعر.
وصرح عثمان: «لا أريد أن أكرر الرحلة في غابة داريين (...) إنها رحلة بين الحياة والموت».
ويقول السوداني أحمد كبير الذي يشير إلى أن ثلاثة من رفاق السفر توفوا «ستكتمل فرحتي عندما أصل إلى الولايات المتحدة». ويعبر مهاجرون بينهم نساء وأولاد مرهقون، في طابور نهراً للوصول إلى قرية باجو شيكيتو. ويساند شرطيون نساء بعضهن حوامل في حين تغسل أخريات وجوههن في النهر تحت شمس حارقة.
ورغم العقبات والمخاطر لا يزال يسلك غابة داريين مهاجرون يحلمون ببلوغ الولايات المتحدة لحياة أفضل وتتوقع سلطات بنما تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين.
وصرح خورخيه برنال المسؤول في شرطة الحدود في المنطقة «لدينا معلومات مفادها أن 800 مهاجر يتوجهون» إلى بنما. وكانت هذه المجموعة علقت بسبب جائحة «كورونا» في الجانب الكولومبي من الحدود في بلدة نيكوكلي التي تعد 40 ألف نسمة قرب الحدود مع بنما. وقبل أيام استأنف المهاجرون سيرهم باتجاه منطقة كابورغانا السياحية قبل التوغل في الغابة.
وقال خورخيه برنال «اننا نستعد». في حال تم اعتراض المهاجرين سينقلون إلى واحد من المخيمات الثلاثة في بنما في المنطقة الحدودية مع كولومبيا. ومطلع شباط/فبراير كان 1250 شخصاً بينهم 89 طفلاً في هذه المخيمات يتلقون الرعاية الأساسية، بانتظار تمكنهم من مواصلة رحلتهم إلى الشمال عبر أمريكا الوسطى.
وعبر أكثر من 47 ألف شخص غابة داريين منذ 2017 لكن الأرقام تتراجع بالنسبة لعام 2020، إذ باتت أقل من 6500 مهاجر بسبب جائحة «كورونا» وفقاً للأرقام الرسمية. لكن منذ كانون الأول/ديسمبر عادت الأرقام لترتفع مع أكثر من ألف شخص سلكوا هذا المسار الخطير.
وثلاثة أرباع المهاجرين الراغبين في تحقيق الحلم الأمريكي هم من هايتي أو كوبا وحوالي 100 يأتون من إفريقيا: من الكونغو والسنغال وغانا وانغولا أو مالي. وحتى خمسون من المهاجرين أتوا من بنجلاديش ونيبال وأوزبكستان والهند وباكستان وسوريا.
ويقول سانتياجو باز المسؤول في بنما عن منظمة الهجرة الدولية إن غابة داريين هي المحطة «الأخطر». ويضيف أن مخاطر التعرض «لعنف جسدي أو نفسي» عالية جداً طوال الرحلة وخصوصاً بين كولومبيا وبنما».
ويقول مسؤول منظمة الهجرة الدولية إن «العائلات أو الراشدين الراغبين في التوجه إلى الولايات المتحدة غالبا ما يقررون السفر مع أولاد».
خلال أربع سنوات عبر أكثر من 6200 طفل غابة داريين والإعداد تزداد: في 2017 كان 1% من المهاجرين قاصرين لكن في 2020 بات 25% ونصفهم دون الخامسة من العمر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"