عادي

تغير المناخ على رأس أجندة اجتماع مجلس الأمن الدولي

17:39 مساء
قراءة 3 دقائق
ءئبلاالاا

الأمم المتحدة: (أ ف ب)
يعقد مجلس الأمن الدولي قمة لقادة العالم عبر الفيديو الثلاثاء بمبادرة من رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، لمناقشة آثار تغير المناخ على السلام العالمي في قضية تختلف آراء الدول الـ15 الأعضاء في المجلس بشأنها، وتعقد هذه الجلسة بعد أيام فقط على عودة الولايات المتحدة برئاسة جو بايدن رسمياً إلى اتفاق باريس للمناخ.
وسيلقي جونسون الذي تتولى بلاده حالياً الرئاسة الدورية لمجلس الأمن كلمة في القمة، وكذلك المبعوث الرئاسي الأمريكي لشؤون المناخ جون كيري، والرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والتونسي قيس سعيد، ووزير الخارجية الصيني وانج يي، ورؤساء حكومات إيرلندا وفيتنام والنرويج وكينيا وإستونيا، حسب دبلوماسيين.
ونقلت «فرانس برس» عن أحد السفراء لدى الأمم المتحدة «طلب عدم كشف اسمه»، قوله إن «الاجتماع سيشكل اختباراً للعلاقات الأمريكية الصينية»، ملمحاً إلى «واحدة من القضايا القليلة التي قد تتفق فيها القوتان العالميتان».
وأضاف: «يجب أن نراقب كيف سيتموضع الصينيون مع الأمريكيين، وتابع:«أنتم تعلمون أن الروس والصينيون سيقولون على الفور إن (تغير المناخ) لا علاقة له بقضايا مجلس الأمن. لكنه رأى أن «الصينيين باتوا أكثر قابلية للانفتاح قليلاً على هذا النقاش»، معتبراً أن ذلك «سيجعل الروس معزولين».
ولا ترى روسيا تغير المناخ قضية يتعين على مجلس الأمن معالجتها، وقال دبلوماسيون إن موسكو تفضل التعامل مع قضايا المناخ على أساس كل حالة على حدة.
وأعربت بعض الدول غير دائمة العضوية في مجلس الأمن، بينها كينيا والنيجر، بوضوح عن مخاوفها بشأن تأثير تغير المناخ على الوضع الأمني، وتتحفظ بلدان أخرى على «تحول مجلس الأمن الدولي إلى هيئة جديدة تهتم بالتمويل والتكييف والمفاوضات».

التصحر والموارد 

يقول سفير آخر، بحسب فرانس برس، إن «كلاً من الصين وروسيا، ولكن ليس وحدهما، تتردد في أن يُناقش مجلس الأمن تغير المناخ وآثاره»، مستبعداً احتمال أن يتبنى المجلس بياناً مشتركاً في هذه المرحلة.
وأوضح أن «الصين وروسيا تعتقدان أن الأمر يمكن أن يتحول إلى نزعة تدخلية، وأنه لا يتعلق بالسلام والأمن»، وأضاف «أنهما لا تريدان أن يتخذ مجلس الأمن قراراً بشأن خيارات اقتصادية، وإن كانتا تدركان أن التغير المناخي يمكن أن يسبب نزاعات».
وصرح دبلوماسي آخر، على ما أفادت به فرانس برس، بأن «التصحر وحركة تنقل السكان والتنافس على الوصول إلى الموارد» كلها أمور مرتبطة بالاحترار، وهذه مسألة مهمة بالنسبة لتونس والنرويج وإيرلندا، والدولتان الأخيرتان عضوان في المجلس منذ كانون الثاني/يناير.
وقال سفير من إفريقيا ساخراً، إن المشكلة في منطقة بحيرة تشاد بوسط القارة ليست مسألة يمكن «تأجيلها إلى الغد. المشكلة قائمة منذ زمن».
وأشار إلى أن قضايا مثل «الوصول إلى المياه» أو «إنتاج الأعلاف» يمكن أن تؤدي إلى «أعمال عنف بين المجتمعات السكانية»، وإلى «جذب» الجماعات المتطرفة للشباب العاطلين عن العمل والساخطين.

التأثير في ميزان القوى

أفاد دبلوماسي آخر، وفقاً للوكالة الفرنسية، بأن الهند والمكسيك اللتين انضمتا إلى مجلس الأمن في كانون الثاني الماضي، وهما تقدميتان بشأن هذا الموضوع، لديهما أيضاً ما تضيفانه، لافتاً إلى أن «الهند ناشطة في قضية البيئة» وتحتاج إلى تحديد تأثير الاحتباس الحراري على النزاعات بوضوح، وتابع أن «الأمر لا يتعلق بالحديث عن المناخ بالمطلق، وفي المقابل تأثير تغير المناخ على ميزان القوى مناسب لهم».
ورأى دبلوماسيون أن تعهد إدارة بايدن بجعل الاحتباس الحراري أولوية قصوى، خلافاً لإدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، يفترض أن يغير ديناميكيات مجلس الأمن بشأن هذه القضية.
والعام الماضي، صاغت ألمانيا التي شغلت مقعداً في مجلس الأمن، مشروع قرار يدعو إلى إنشاء منصب مبعوث خاص للأمم المتحدة بشأن المخاطر الأمنية المتعلقة بالمناخ، ويتمثل أحد أهداف هذه الوظيفة في تحسين جهود الأمم المتحدة التي تشمل تقييم المخاطر والوقاية.
لكنّ ألمانيا لم تطرح النص للتصويت بسبب تهديدات الولايات المتحدة وروسيا والصين باستخدام حق النقض (الفيتو)، وسط تكهنات بأن «هناك فرصة» لمشروع القرار هذا الذي «بقي محفوظاً»، في ضوء النهج الأمريكي الجديد. 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"