فرص جديدة للشباب

00:15 صباحا
قراءة دقيقتين

عقود حافلة بالإنجازات، وتاريخ من العراقة والأصالة والمجد، ونهضة طالت مناحي الحياة على جميع الصعد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية، تلك هي مسيرة دولة الإمارات التي استطاعت خلال فترة وجيزة بفضل قيادتها الرشيدة المخلصة، وسواعد أبنائها وعقولهم المبدعة، تحقيق قفزات نوعية لم تسبقها إليها دولة قط في فترة زمنية وجيزة، لتتصدر بلدان العالم علمياً وتكنولوجياً وحضارياً.
أما اليوم، فقد حان وقت العطاء والمساهمة لأجل هذا البلد العظيم الذي ضمن الأمن والسلام والعيش الكريم للناس كافة، على اختلاف مشاربهم، وفتح أبوابه على مصاريعها لكل عمل أو إسهام أو فكرة من شأنها الارتقاء بالحياة عامة، وأتاح لشتى صنوف المؤسسات والشركات أن تنمو وتزدهر من خلال المشاريع والفرص التي وفرها لأصحابها، إلى جانب التسهيلات التي لا تعد ولا تحصى، في ظل بيئة داعمة تشجع على الاستثمار.
من هذا المنطلق، وتماشياً مع نهج التطوير المستدام، أود التقدم باقتراح أدعو فيه إلى مساهمة جميع المؤسسات والشركات في تأسيس مشروع مفيد لشباب هذا الوطن، من خلال إنشاء مدينة صناعية لكل خريجي الهندسة والمعاهد الفنية، بحيث يتم إعطاء محل لكل خريج حتى يعمل فيه ويبدع في مجال تخصصه، إلى جانب تخصيص مبلغ مالي يساعده على بدء مشروعه، وتشجيعه على استكمال العمل الخاص به، على أن يعمل كل من يمنح محلاً، فيه بنفسه، وأن يكون جميع العاملين من المواطنين. وبذلك نشجع أبناء بلدنا الحبيب ونتيح لهم الفرص المتنوعة كي يبدأوا مشاريعهم الخاصة ويواصلوا تقدمهم، سواء كانت تلك المشاريع في مجال الصناعة أو الحرف اليدوية أو التجارة والخدمات المختلفة.
جدير بالذكر أنه من الضروري أن تتم جميع الإجراءات المذكورة سابقاً، وفق خطة مدروسة مبنية على مدى حاجة المجتمع إلى الأيادي المبدعة وحاجة سوق العمل، بحيث لا يعتمد شبابنا على الوظيفة فحسب، فندخل في دائرة البطالة المفرغة؛ بل يتمكنون بفضل هذه المبادرة البناءة، من تحرير طاقاتهم الواعدة والإسهام بأفكارهم النيرة في مختلف المجالات، بغية صناعة مستقبل مشرق، ودفع عجلة التقدم الاقتصادي والحضاري نحو الأمام، علاوة على استثمار طاقاتهم الشابة في مشاريع تعود بالفائدة عليهم وعلى جميع أفراد المجتمع دون استثناء.
في الختام، لنا في كلمات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، خير دافع ومحفز للمضي قدماً في سبيل دعم شباب وطننا الغالي: «الشباب هو الثروة الحقيقية، وهو درع الأمة وسيفها والسياج الذي يحميها من أطماع الطامعين».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"