«اعمل في ما تحب»، مقولة تم تداولها كثيراً حتى أصبحت مستهلكة للغاية، لكن كونها عتيقة لا يمنع كونها حقيقية؛ إذ إن الإنسان إذا اختار لنفسه من الأعمال ما يناسب شخصيته وعقليته، فإن نشاطه وإنتاجيته سيزدادان بصورة كبيرة، والعكس صحيح.
أحب ما تعمل، أو اعمل في ما تحب؟ أي المقولتين أصح يا ترى؟ ولماذا؟ كثيراً ما تترد المقولة الأولى على ألسنة البعض، لكن الحقيقة أنها مقولة الانهزاميين الذي يرضخون للأمر الواقع على الرغم من أنهم يعملون في وظائف وأماكن لا يطيقونها.
وقد قيل على لسان أحدهم: «وضعوني في إناء ثم قالوا لي تأقلم وأنا لست بماء!». إن أهم ما يميزنا هو قدرتنا على اختيار الدرب الذي يمهد لنا الطريق للقيام بعملنا على أكمل وجه والشعور بالرضا، بحيث يغدو العمل متعة، مادمنا نختار ما نريد.
إن وجودك في مكان تشعر فيه بالانتماء وبالقدرة على العمل بشكل جيد، يخرج أفضل ما بداخلك من طاقات، ويحقق التوازن الفكري والنفسي والروحي في حياتك، بينما لو عملت في عمل لا تحبه فستنعكس آثاره السلبية على صحتك وحياتك بأسرها. قال الحكماء أكثر من مرة: «إذا عملت في ما تجيده، فإنك قد تكون منتجاً، لكنك لن تكون مبدعاً أبداً حتى تعمل في ما تحب».
وهنا يتبادر سؤال مهم ألا وهو: إذا كان الشخص يمتلك رغبة عارمة تجاه عمل يحبه، لكنه يخشى ألا يثمر عمله وألا يعود عليه بربح جيد، فما العمل؟ إن كان ترك العمل قد ينتج عنه فقدان القدرة على تحمل تكاليف الحياة وأعبائها فينبغي حينها ألا يتصرف الإنسان بتهور، وأن يزن الأمور بالمنطق فلا يُقدم على خيار يضعه في مشكلة حقيقية.
أما الحل فيكمن في بقائه ضمن العمل الذي يؤمّن له حاجياته الأساسية من مأكل ومشرب ومسكن، ويعمل، في الوقت ذاته، على تطوير نفسه في المجال أو المجالات التي يحبها، استعداداً ليوم يغادر فيه ذاك الركن الضيق إلى عالم رحب مملوء بالفرص.
ولا بد أنك سمعت أكثر من مرة، قصة ذاك الشاب الذي استمر يعمل في عمل لا يحبه، لتأمين مصاريف المعيشة، إلى جانب تطوير لغته الإنجليزية أو مهاراته في التصميم أو خبرته في الكتابة والتحرير، حتى اكتسب المعرفة اللازمة والخبرة الكافية التي أهّلته في ما بعد لترك وظيفته المملة، وبدء العمل في المجال الذي يحبه، فأبدع وارتقى وأصبح يعمل بعد فترة لحسابه الخاص ويجني كثيراً من المال، لا لأنه عمل من أجل المال؛ بل لأنه عمل في مجال يحبه، فكان المال نتيجة قيامه بما يحب. وهكذا يجب أن نفعل جميعاً، فلا نرضخ للواقع، بل نسعى جاهدين لرسم مستقبلنا بالصورة التي نحب.
مقالات أخرى للكاتب
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
قد يعجبك ايضا
![من تدريبات العروبة](/sites/default/files/2024-07/6184327.jpeg)
![فيرا خلال التدريب](/sites/default/files/2024-07/6184324.jpeg)
![غانم الهاجري](/sites/default/files/2024-07/6184321.jpeg)
![سهيل آل مكتوم - مايد الرضا متوجاً بالميدالية الفضية](/sites/default/files/2024-07/6184307.jpeg)
![محمد حارب](/sites/default/files/2024-07/6184316.jpeg)
![عيسى هلال وحامد الروسي والحصان والدوخي والجسمي](/sites/default/files/2024-07/6184299.jpeg)
![منتخب قفزالحواجز](/sites/default/files/2024-07/6184290.jpeg)
![خلال إطلاق المنصة](/sites/default/files/2024-07/6184282_0.png)