عادي

بستان المعرفة

23:03 مساء
قراءة 5 دقائق
1

استطلاع: نجاة الفارس

أكد عدد من المثقفين أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب نواة متجددة لإبداع متجدد، وبيئة حيوية لتجمع الناشرين، وفرصة جيدة لازدهار حركة النشر ودعم صناعة الكتاب، للاستثمار في التنمية الفكرية والبشرية للأفراد، وأوضحوا: إن المعرض محفل كبير للثقافة العربية والعالمية، 

وتجربة رياديّة خاصة قلّ نظيرها من خلال تقديمه لنموذج ملهم في الإدارة والتنظيم بما يتوافق مع التوجّه المعرفي والحضاري للإمارات. 

تقول الكاتبة عائشة البلوشي: «يعد المعرض عرساً ثقافياً لعشاق الكلمة المقروءة ومنصة تربوية للأجيال، ومنبراً للإبداع الفكري، وخلال تجوالي في أروقته الواسعة أتفاجئ كل عام أن دور النشر تحمل على رفوفها تنوعاً كبيراً في العناوين الجاذبة والمنتقاة التي تشحذ وتثري رغبات وخيال القارئ، وتسهم في استقطاب الكثير من الزوار إلى هذا الصرح الثقافي، والاستفادة من أفضل البرامج والفعاليات والندوات والأنشطة الثقافية المتنوعة». 

وتضيف: «بما أن القراءة لا تقتصر على فئة عمرية معينة، فالمساحة التي تشغلها كتب الأطفال والناشئة في المعرض تلقى اهتماماً كبيراً من قبل القائمين عليه، فهي تنمية حقيقية للأجيال، وكثيراً ما نجد كاتباً أومتخصصاً يقرأ القصص ويسردها بطرق مشوقة للأطفال، وهذا ما يجعلني أحرص على اصطحاب طفلتي معي لتلتقي أيضاً مع كتّابها المفضلين، وتحصل على توقيعاتهم، وتطلع على كل ما هو جديد في مجال أدب الطفل، كما أنها فرصة لي للالتقاء بالعديد من أصدقاء الساحة الأدبية والأدباء من كل دول العالم والحصول على أحدث إصداراتهم وتوقيعاتهم، والحديث معهم عن تجاربهم في الكتابة وسردها والمناقشة التي تفتح الكثير من الآفاق».

نواة متجددة 

 القاص والروائي حارب الظاهري رئيس الهيئة الإدارية لاتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في أبوظبي، يقول: (يعد «أبوظبي للكتاب» من أهم المعارض في المنطقة، ويمثل ركيزة مهمة، لمكانته، ولسنوات طويلة تجدد فيها، وتشكل حتى وصل إلى الصورة المثلى، التي تمنح المثقفين فرصة المشاركة بنجاح، فالدعم وافر ومحفز للعطاء، وهناك تنوع في الإصدارات، إضافة إلى ثراء المعرض بما يحتاج إليه المثقف، فرواده يجدون فيه التجدد والاستمرار؛ لذلك تحرص دور النشر المتنوعة على المشاركة، وحشد هممها للتواجد الفعّال، ولهذا يعد المعرض نواة متجددة لثقافة متنوعة، لقد عاصرت المعرض منذ وقت مبكر، فهو يجدد مكتبتي ويمدها بالعديد من الكتب المهمة، التي أتطلع لاقتنائها. للمعرض حياة ثقافية متكاملة وهو زائر مهم نستعد له بكل ما تعنيه الكلمة من أهمية). 

فرصة مواتية

 الشاعر الدكتور طلال سعيد الجنيبي، يقول: «يشكل المعرض حدثاً ثقافياً محورياً، تدور حوله الكثير من الأنشطة والفعاليات في إطار تنظيمي، ويؤطر للممارسات الثقافية والأفكار النوعية، ويأتي في هذا العام في ظرف استثنائي؛ حيث إن جائحة كورونا بكل ما تحمله تلقي بظلالها على كل ما يدور في حياتنا وعلى الثقافة بشكل رئيسي، ولكن المعرض يتعامل مع الواقع بطريقة مختلفة؛ حيث يقدم نموذجاً لقدرة الإدارة الثقافية في أبوظبي تحديداً وفي الإمارات عموماً على التعامل مع الأحداث الثقافية بما يتلاءم مع الظروف والمعطيات، فنجد أن الفعاليات هجينة، منها الواقعي، ومنها ما سيتم فيها استضافة الضيوف عن بُعد، وكذلك سيتم التعامل مع الندوات والأفكار والمنتجات الثقافية، بمراعاة الاشتراطات الصحية ومن أهمها التباعد، مما سيحد قليلاً من المناخ الذي اعتدنا عليه في المعرض». 

 ويضيف الجنيبي: «هذا التحدي يقدم لنا فرصة مواتية لإظهار القدرات التنظيمية في التعامل مع التحديات، فالإمارات بمؤسساتها الثقافية وبإدارتها لمعرض الكتاب، تمتلك القدرة الكافية التي تؤهلها؛ لكي تمضي قدماً في تقديم معرض مميز، بفعالياته وأنشطته الثقافية والفكرية الإبداعية، وفي هذا ما يرسخ من قيمة دولة الإمارات الثقافية، وإمارة أبوظبي كوجهة ثقافية أصبحت تنظم الفعالية تلو الأخرى، والنشاط تلو الآخر، مؤكدة من خلال هذا الزخم المتتالي ومن هذه الرؤية المتقدمة أن الثقافة تشكل في رؤية القيادة ووجهة نظرها أولوية لا يمكن الاستغناء عنها، ولا بد من التعامل معها وتلبية احتياجاتها، لما تلعبه من دور في تغذية النضج الفكري والإنساني المجتمعي الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى حياة أفضل، وهو الهدف الأسمى الذي نسعى جميعاً إلى تحقيقه. المعرض فرصة للثقافة للوقوف في وجه تحديات الأمراض وهذه الجائحة تحديداً، وفيه نرى أن بإمكاننا أن نمضي قدماً في مسار الفكر والإبداع والإمتاع الذي طالما راهنت عليه الإمارات وأصبحت من السبّاقين في هذا المضمار». 

تجربة ريادية 

الشاعر أحمد عبد القادر الرفاعي، يقول: «لدولة الإمارات تاريخ عريق في المحافظة على الفكر والثقافة من خلال إقامة واستضافة العديد من الفعاليات والمبادرات المعرفية على مستوى العالم ومنها معرض أبوظبي للكتاب الذي يثبت عاماً بعد عام أنه محفل كبير للثقافة العربية والعالمية وتجربة رياديّة خاصة قلّ نظيرها، ومن الجدير بالذكر أنّ المعرض يقدم مئات الفعاليات الثقافية وتعدد النشاطات الفكرية والفنية والمعرفية والتي تبرز من خلالها الجوانب الإبداعية، لقد كانت كلمة اقرأ هي جوهر الفكر ولسان العقل ومحور الجمال ومقياس الرقي في جميع المجالات، والكتاب مستودع الكلمات والمعاني والألفاظ والمباني ومخزن الحضارة البشرية والطريق إلى دراسة التراث العريق والمضي قدماً في مسار الوعي الحضاري والتمسك بالهوية الوطنية والمعرفية والفكرية، ولا شك أن المعرض يتحفنا بكل جديد ويحفزنا على القراءة التي تعد غيثاً لا ينقطع من الإلهام ووتر يعزف أجمل الألحان». 

توجيهات حكيمة

 الشاعرة شيماء الشامسي، تقول: «يعتبر المعرض من أهم معارض الكتب الدولية في منطقة الشرق الأوسط، وهو حدث ننتظره بالرغم من جائحة كوفيد  19، وبفضل توجيهات قيادتنا الرشيدة والحكيمة فإن الجائحة لم تقف عائقاً أمام مشاركة 46 دولة و800 ناشر، ومن خلال المقارنة بين دورات المعرض على مدى سنواته الماضية، نلمس الفرق من حيث المساحة المخصصة للمعرض، وقد حرص القائمون عليه دائماً على إضافة كل جديد ومفيد؛ من حيث التنظيم وتنوع دور النشر، وإقامة الندوات التي ترضى كافة الأذواق والفئات العمرية». 

 وتتابع: «أحرص على زيارة المعرض، فهو فرصة جميلة للقاء الكتّاب من الشعراء والروائيين والنقاد، ومن خلاله نتعرف إلى الجديد في مختلف حقول الثقافة، ونتابع مستجدات سوق الكتاب في العالم، كما أني أعتبره بستاناً كبيراً، أتجول بين أزهاره، وكلما شاهدته أستعيد تلك الطاقة التي تجعلني أكتب من دون توقف، صدقاً لا أستطيع وصف الشعور الذي يعتريني، عندما أكون بين كل تلك الكتب أو أقف أمام أحد الكتّاب المعجبة بكتاباتهم، وأتحدث معهم عن رواياتهم وأنصت بشغف وانبهار لهم، فلذلك وقع تأثير معنوي كبير عليّ، فمنذ الصغر وكل كتاب جديد احتضنه، أشعر وكأنني احتضن العالم».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"