عادي

كتــّاب: «كورونــا» منحنـا الفرصــة للقراءة والتأمــل

23:43 مساء
قراءة 3 دقائق
1

أبوظبي: إيمان سرور

أكد عدد من المثقفين أن جائحة كورونا وفّرت للمثقف مساحة من الراحة للقراءة والتفكير والتركيز والتحليل والإبحار في فضاءات الكلمة والمعنى، فأصبح الكتاب الإلكتروني مصدر إلهام ومتعة. 

وقالوا ل«الخليج» على هامش مشاركتهم في المعرض مع تفشي فيروس «كورونا»: «استثمر الكتاب والأدباء والشعراء زمن العزلة في التأمل، واستغلال مميزات وسائل التواصل الاجتماعي لتحفيز المتابعين على القراءة، سعياً إلى تحمل جزء من الأمانة الثقافية خلال الجائحة».

الدكتور ياسين الزبيدي، أستاذ باحث في معهد أبوظبي للتعليم يقول: «على الرغم من أن جائحة كورونا ألقت بظلالها على جميع سكان الأرض، وغيرت كثيراً من العادات والسلوكيات اليومية، فإنها في الوقت نفسه، أعادتنا إلى تقاليد جميلة مثل لمة العائلة وممارسة بعض الهوايات التي أبعدتنا عنها الحياة، مثل قراءة الكتب، لقد أخذت قراءة الكتب حالياً بُعداً جديداً، فالكتب المرئية والمسموعة بدأت تحل محل المطبوعة وخصوصاً أثناء الجائحة؛ لأن هذه الكتب يمكن الحصول عليها من دون الحاجة للذهاب إلى المكتبة، كما أن القراءة الإلكترونية تعد أسهل اليوم وفي متناول الجميع، فالكتاب موجود في الهاتف الشخصي وبذلك يكون مرافقاً للشخص أينما ذهب».

وأضاف الزبيدي: «استبدال المطبوع بما هو مرئي أو مسموع في عالم الإنترنت، على الرغم من تزايده وتوفره الكبير، فإنه لا يستطيع أن ينسينا متعة القراءة التقليدية، وخاصة بالنسبة للقراء الذين اعتادوا رفقة الكتاب المطبوع، حيث إن الشعور بملمس الورق له طعم آخر».

ويقول فيصل سعيد عبدالله السويدي، كاتب وروائي إماراتي: «اتجهت أنظار البعض خلال فترة الجائحة، إلى الكُتّاب والمنخرطين في مجال الثقافة، على الأقل، من باب الفضول والاستفادة على الأكثر من التعاطي مع الأزمة».

وأضاف: «حاولت شخصياً أن أحوّل المحنة إلى منحة، خصوصاً خلال فترة التعقيم الوطني، حيث قرأت في عام كورونا، إن صح التعبير، 336 كتاباً، وألفت رواية لها نفس العدد من الصفحات في مفارقة غريبة، حيث تم الإعلان عنها وصدرت في المعرض تحت عنوان «القرية التي حلقت فوقها الملائكة».

وقال السويدي: «حصلت خلال نفس الفترة على شهادات في اللغتين الإسبانية والإيطالية، وهو ما يفيدني على المدى الطويل في مشروعي الثقافي من خلال ترجمة الكتب المختلفة والتواصل الحضاري مع الآخرين، وكنت أحاول خلال الظروف الاستثنائية استغلال مميزات وسائل التواصل الاجتماعي للتحفيز على القراءة، سعياً إلى تحمل جزء من الأمانة الثقافية خلال الجائحة العالمية».

سالمة خميس الزريقي كاتبة ومؤلفة قصص أطفال، تقول: «خلال جائحة كورونا، حكمتنا الإجراءات الاحترازية وإغلاق معظم المكتبات والنوادي الثقافية، فكانت تجربة المكتبة الرقمية خلال تلك الفترة مصدر إلهام ومتعة من خلال وجود القارئ في المنزل للاطلاع على الكتب الإلكترونية، كما ساعدت وأسهمت المحاضرات والورش الافتراضية في التواصل مع الآخرين على مستوى العالم، فكان لها دور كبير في التفاعل مع المحاضرين والمناقشات افتراضياً. 

إن علاقة المثقف بالكتاب الملموس هي عادة يومية، لا يستطيع تركها، لكن الظروف وما تفرضه علينا، عززت دور استخدام الأجهزة الإلكترونية التي ربطتنا بالعالم ونحن في المنزل».

وتؤكد الشاعرة والكاتبة شهد العبدولي، أن الكتاب والورق والحرف والقلم، كلها أدوات تساعد المثقف والقارئ والكاتب على الطيران في فضاء أكبر، بعيداً عن الواقع الذي يعيش فيه، ومن المعروف دائماً أن القارئ عندما ينسجم مع كتابه، يكون في عزلة تامة عما يدور حوله من أحداث. وأشارت إلى أن جميع الظروف التي عاشها المثقف وغيره، في ظل جائحة كورونا، والتباعد الاجتماعي، كانت أفضل فترة استطاع فيها القارئ أن يأخذ هدنة تجعله يُعيد ترتيب أوراقه ويقرأ بتأنٍ وبكل أريحية.

وترى العبدولي أن علاقة المثقف بالكتاب مثل علاقة العين بالرمش، فهما متلازمان في كل زمان ومكان؛ فالأمر أشبه بالأكسجين الذي يعيش عليه الإنسان، لذلك فإن جائحة كورونا كانت ظرفاً إيجابياً بامتياز لمن أحسن استغلاله، حيث إنه منح المثقف مساحة من الراحة للقراءة والتفكير والتركيز والتحليل والإبحار في فضاءات الكلمة والمعنى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"