يتناول كتاب «الخوارزمية البشرية: كيف يُعيد الذكاء الاصطناعي تحديد من نحن» تأليف فلين كولمن موضوع الروبوتات والبرامج والحواسيب التي تملك القدرة على «سلوك ذكي»، أو ما يُعرف بالآلات «التفاعلية»، التي يتم تطويرها لتقليد السلوك البشري.
ويطرح الكتاب تساؤلات: هل للذكاء الاصطناعي أفكار؟، إذا كان الروبوت كائناً جامداً ذكياً ويمكنه أن يفكِّر من تلقاء نفسه، فهل هذا يعني أنه يمكن أن تكون لديه قدرات إدراكيّة مثل الفهم والذاكرة والقرار والتفكير المنطقي؟، ثم ماذا بشأن القدرة على الحسّ، المشاعر، مثل الفرح والغضب، والخبرات الأخرى التي تتشاركها الكائنات الحيّة والتي نربطها بالذكاء؟ يفترض البعض أن كل الكائنات العضوية هي مجرد خوارزميات: هل يعني هذا التصور أنه يمكن تصميم الحياة في الواقع عبر نسخ الطبيعة بطرق اصطناعية؟
تقول المؤلفة: «يجهل العديد منا عمداً كم تؤثّر خوارزميات الذكاء الاصطناعي على قراراتنا من قبل، أو كيف أننا موجودون جزئياً الآن في عوالم وهمية. سواء كنت تقرِّر أي حذاء ستشتري، أو أي أصدقاء ستصادق، أو لمَن ستصوِّت، هناك خوارزمية ضالعة في العملية. عندما تحدِّد شركة التأمين أقساطك، عندما يُوضَع شخصٌ على لائحة «الممنوعين من السفر»، هناك خوارزمية ضالعة في العملية. وبينما نتقبّل إعلانات جوجل وتوصيات نتفليكس، التي تبدو غير مؤذية للعديد منا، هل ننتبه إلى مدى نجاح ذكاء الآلة في التأثير على القرارات «الواعية عن بُعد»، والمقدَّر عددها بـ 35000، والتي تأخذها أنت وكل راشد كل يوم؟ لا أظن أننا ننتبه».