عادي

حكاية المجهر في «روما تيرمني»

23:59 مساء
قراءة دقيقتين
2105

ترحل الروائية الليبية نجوى بن شتوان بالقارئ العربيّ إلى إيطاليا في روايتها الجديدة (روما تيرمني)، الصادرة عن «روايات»، إحدى شركات مجموعة كلمات، لتحكي قصة المُهاجرة «ناتاشا» التي تعمل في منزل لثلاث من العجائز الإيطاليات، يعشن في ثراء الرأسمالية التي وهبتهن حياةً رخيّةً في الظاهر، يتسلّطن بها على بقيّة شعوب الأرض، لكن لم يحصل أبناء تلك العجائز على شيء منها، وكأن الأبناء في هجرة داخلية موازية.

تستهل الكاتبة عملها بمقولة لكارل ماركس: «الرأسمالية ستقطع الشجرة إذا لم تستطع بيع ظلها»، وبهذه العبارة تمهد لأجواء عملها الذي يمتد على مدى 181 صفحة، لتقدم لنا نجوى بن شتوان رواية تنظر إلى الغرب المعاصر بعين المهاجر الجديد، وهي نظرة لا تخلو من هجاء الرأسمالية الغربية، التي تفتقر إلى المنظور الإنساني للحياة ولحركة البشر وتنقلاتهم القسرية على الخريطة.

من أجواء العمل، تقول ناتاشا في منولوج تتأمل عبره ما يحدث من حولها: «إن موت عجوز هنا حدث سيئ للغاية، ليس فقط للأبناء والأحفاد الذين يعتاشون على تقاعدهن؛ بل للمهاجرات مثلي بالدرجة الأولى. كلما رحل مسن توقفت حياة امرأة مهاجرة جاءت إلى هنا بحثاً عن الحياة».

إنها رواية عن حياة المهجَر المعاصرة، وعن التنازلات التي يضطر لها الإنسان، في عصر تصبح فيه الضحيّة هي المُلامة دوماً، لا لذنب اقترفته، بل لهُويّتها ومن تكون. الرواية لا تحكي عن بطلتها فحسب؛ بل تصوّر لنا مساحة من عالم اليوم الحاضر بخريطته البشرية دائمة التحوّل والسيلان، لا تلك الجغرافيّة بألوانها الثابتة، فالهِجرة فِعلٌ لا ينقطع، ويبدأ فعليّاً ساعة الوصول إلى المهجَر، سواء أكانَ بلداً أو مجرّد فكرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"