فنانون يجيدون «القراءة»

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

غاب النجم عادل إمام عن الدراما هذا العام، فهل نسيناه؟ يغيب بعض الممثلين سنوات متتالية ولا يقدّمون إلا الأعمال التي يختارونها بعناية و«مزاج»، مثل كريم عبدالعزيز، فهل ينساهم الجمهور، ويعيد حساباته، ويشطبهم من قائمة المفضلين لديه؟
مخطئ من يتعامل مع الجمهور كأنه صاحب ذاكرة «سَمَكيّة»، لا بد أن يرى الفنان أمامه طوال الوقت كي لا ينساه، إذ يبدو أن هناك فئة من الممثلين، خصوصاً من «الكبار»، يكثفون من تواجدهم على الشاشة كل عام، ليس من باب تقديم الأجود من مخزون قدراتهم وموهبتهم، بل لمجرد الوقوف أمام الكاميرا والجمهور، بينما الأداء يراوح مكانه والأعمال التي يقدمونها عادية، أو أقل.
لا يأتي تميز الفنان من فراغ، ولا بالصدفة، ولا يقتصر على أداء فقط، بل كل تميز في الفن يحتاج إلى موهبة وذكاء كي يجيد الفنان «القراءة»، وهي الأساس والجوهر، قراءة الأعمال المعروضة عليه وفهم أدواته وموهبته، وقراءة المرحلة التي يعيشها من دون إسقاط الغد من الحسابات، ووضع المستقبل نصب عينيه.
«القراءة» مهمة جداً، لكن لا يجيدها كل الفنانين. النص هو الأساس الذي يبنى عليه أي عمل درامي، وهو القادر على حكّ معدن الفنان فإما يبرق ويزداد وهجاً وتألقاً، وإما يبقى على حاله. في المقابل، يعلي الفنان المبدع من قيمة العمل ويزيد النص جمالاً فيصل مباشرة إلى قلوب الناس.
أحمد مكي الذي غاب طويلاً عن السينما والتلفزيون، عاد بشكل جديد ومختلف بدور يوسف الرفاعي في «الاختيار٢». اختيار موفق من قبل المخرج بيتر ميمي، واختيار موفق من مكي لقبوله دور ينقله إلى مرحلة جديدة بعيدة عن الكوميديا والغناء، ويفتح له أبواباً لمستقبل درامي مشرق. تماماً كما كانت النقلة الذكية التي عرف كريم عبدالعزيز اختيار توقيتها، منذ أن انتقل من أفلام الكوميديا، رغم نجاحه الكبير فيها، إلى «الفيل الأزرق» بجزأيه، وقدم في «الاختيار٢» دوراً أحبّه الجمهور جداً ويتمنى عودته مجدداً في الموسم المقبل.
أحمد حلمي من النجوم الذين لا يكثرون التواجد على الشاشتين الصغيرة والكبيرة، لكن الجمهور يتشوق لحضوره، وينتظره، ويتابعه بشغف في أي إطلالة، ولو قصيرة وسريعة، وخير دليل مشاركته العابرة في «الاختيار٢» بدور أب فقد ابنته بعمل إرهابي، مشهد لا يتجاوز الدقائق القليلة أبكانا، وعلّم فينا.
حنان مطاوع ذكية في قراءاتها واختياراتها، لا تلهث خلف الظهور المتكرر، بل تنتقي ما يحكّ معدنها فتزداد لمعاناً، ونزداد إعجاباً بها.
منى زكي تعرف كيف تعيش كل مرحلة من عمرها الفني، وتقدم ما يليق بنضجها وموهبتها، وفي كل مرة نشعر بأنها ترفع من سقف التحدي أمام نفسها، وأمام الآخرين، ولا شكفي  أنها تسأل نفسها ماذا بعد «لعبة نيوتن»؟ كي تحافظ على المستوى نفسه، أو تعلو أكثر.
أمينة خليل من السائرات صعوداً أيضاً، تختار المختلف من الأعمال وهي من بين أفضل الممثلات اليوم.
هؤلاء، ومن ذكرناهم سابقاً من الناجحين في رمضان، يجيدون «القراءة» ويحرصون على التجدّد.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"