عادي

أسهم الـ «ميمي» تزيد حرارة الأسواق.. فهل تكون فقاعة جديدة؟

19:54 مساء
قراءة 4 دقائق

إعداد: هشام مدخنة

تعتبر بيانات التضخم من أبرز الأحداث الاقتصادية التي سيركز عليها المستثمرون في الأسبوع الجاري، وتأتي في فترة الفراغ بين موسم الأرباح والاجتماع المقبل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.

ومن المقرر الإعلان عن مؤشر أسعار المستهلكين لشهر مايو/أيار يوم الخميس المقبل، وقد تكون أرقامه محمومة بعد ارتفاعها الأخير في إبريل/نيسان ما يقود إلى تضخم يُنظر إليه كمحفز مهم سيُجبر الاحتياطي الفيدرالي على التراجع عن سياساته التسهيلية.

جنون الـ «ميمي»

حلّقت مؤشرات الأسهم الأمريكية في الأسبوع الماضي، لكن أسهم الـ «ميمي» كانت أعلى بكثير وسلطت إليها جميع الأضواء، إذ ارتفعت أسهم «إيه إم سي إنترتينمنت» بنسبة 83% إضافية خلال الأسبوع، حتى بعد الانخفاضات في نهايته. وكان قطاع الطاقة الأفضل أداءً، حيث كسب أكثر من 6.7%، وقفزت أسعار النفط ما يقرب من 5% في الأسبوع الماضي. وجاءت صناديق الاستثمار العقاري في المرتبة الثانية من حيث الأداء، بارتفاع 3.1%، تلتها القطاعات المالية بارتفاع 1.2%، والتكنولوجيا بنسبة 1.2% أيضاً. ومع ذلك، تصدرت أسهم الـ «ميمي» عناوين الأخبار، وخلقت فقاعتها تلك مخاوف حقيقية في سوق الأسهم.

وقال دان نايلز، مؤسس صندوق التحوط «ساتوري فاند»: «يعتقد الناس أنه أمر جديد، وهو ليس كذلك تماماً». وأشار إلى وجود زبد مماثل في الأسهم الفردية في عام 1999، عندما أضافت الشركات رمز «دوت كوم» إلى أسمائها لجذب انتباه المستثمرين.

وتابع نايلز: «الجديد هو حقيقة أن هؤلاء المتداولين مسلحون بشيكات التحفيز، ويمكنهم تنظيم أمورهم بسهولة أكبر في أشياء مثل صفحات وول ستريت بيتس، وباستطاعتهم كذلك العمل من المنزل دون وجود أي تكلفة على التداول. وهذه هي الاختلافات الحقيقية». ويرى نايلز أن اهتمام الأشخاص بالاستثمار مثير للاهتمام، وأمر رائع في آن واحد، ولكن دون تعريض أنفسهم للخطر، وذلك بأن يكونوا قادرين على الاستثمار فيما يمكنهم تحمل خسارته.

ويعتبر ستيف ماسوكا، العضو المنتدب في «ويدبوش سيكيوريتيز»، أن التداول بأسماء مثل «جيم ستوب»، و«بيد باث أند بيوند» هو من أحد الأمور التي جعلته أكثر حذراً بشأن السوق. مشيراً إلى أنه من غير المرجح أن تستمر التقييمات العالية لأسماء الـ «ميمي».

إلى ذلك، ارتفع مؤشر «إس أند بي» في الأسبوع الماضي 9 نقاط فقط من أعلى مستوى له على الإطلاق وبنسبة 0.6% وصولاً إلى 4229 نقطة، وارتفع «داو جونز» بنسبة 0.7% إلى 34756 نقطة، في حين صعد مؤشر «ناسداك» 0.5% إلى 13814 نقطة.

علامات التضخم

قال ماسوكا.. يجب أن يظل المستثمرون مركزين على أشياء مثل التضخم، لأن هذا من شأنه عكس سياسة «الفيدرالي» السهلة. ومع ذلك، لا يزال «الفيدرالي» يرى حتى الآن أن قراءات التضخم المرتفعة عابرة ومؤقتة.

ووفقاً لـ«داو جونز»، يتوقع الاقتصاديون أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلكين 4.7% على أساس سنوي بعد معدل إبريل/نيسان عند 4.2%. ومن المتوقع كذلك أن يرتفع معدل التضخم الأساسي بنسبة 0.4% للشهر و3.4% على أساس سنوي.

وأعرب ماسوكا مجدداً عن قلقه من علامات التضخم، ومن الصعود المحموم للأسواق، وقال: «أعتقد أنها تبدو باهظة الثمن للغاية». ولكنه أشار بالمقابل إلى أن الأسواق ستنفض غبار «كوفيد -19». وسيكون الاقتصاد جيداً جداً، وأن السياسة النقدية ستستجيب إلى حد ما.

وفي السياق، ترقب الجميع صدور تقرير الوظائف الرئيسي لشهر مايو/أيار يوم الجمعة، ولكن مكاسبه (التي كانت دون التوقعات) عززت فرضية مواصلة بنك الاحتياطي الفيدرالي تأجيل تغيير سياسته في الوقت الحالي. حيث تمت إضافة 559 ألف وظيفة في مايو، مقابل 671 ألف وظيفة متوقعة.

وبما أن تقرير مؤشر أسعار المستهلكين هو نقطة التركيز التالية قبل اجتماع «الاحتياطي الفيدرالي» في 15 و16 يونيو/حزيران الجاري، يبقى السؤال، هل سيكون الجو محتدماً لدرجة أن المركزي قد يضطر إلى إعادة تقييم وجهة نظره حول الطبيعة المؤقتة للتضخم، أم أن الزيادات في الأسعار بلغت ذروتها؟

شراء السندات

توقعت الأسواق أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي حديثه عن وقف شراء السندات في وقت لاحق من هذا العام، حيث يستهدف العديد من الاستراتيجيين ما سيجري في ندوة «جاكسون هول» نهاية أغسطس/آب المقبل. ومن المتوقع أن يناقش «المركزي» أولاً تقليص مشترياته قبل أشهر من اتخاذ القرار الحاسم. وبعد ذلك، يمكن أن يفكر في رفع أسعار الفائدة، وهو ما لا يتوقع السوق حدوثه قبل عام 2023.

وقال نايلز إن اتجاه أسهم الـ «ميمي» يغذي جزئياً بنك الاحتياطي الفيدرالي، والأسواق غارقة في السيولة، حيث يحافظ البنك على أسعار الفائدة الصفرية، وعلى مشترياته الشهرية التي لا تقل عن 120 مليار دولار من سندات الخزانة والرهن العقاري.

في جانب متصل، لا يوجد سوى القليل من نتائج الشركات في الأسبوع المقبل، من ضمنها «جيم ستوب» و«كامبل سوب» يوم الأربعاء، وإفصاح «تشووي» يوم الخميس. ومن المقرر أن يجتمع وزراء مالية مجموعة السبع في نهاية هذا الأسبوع، كما سيحضر الرئيس جو بايدن اجتماع قادة المجموعة في كورنوال في إنجلترا، يوم الجمعة.

أهم الأحداث الاقتصادية خلال الأسبوع الجاري

الاثنين

نتائج: «فيل ريزورتس»، و«مارفيل تيك»، و«ستيتش فيكس»، و«كوبا سوفت وير»

15:00 مؤشر الائتمان الاستهلاكي

الثلاثاء

نتائج: «ثور إندستريز»، و«كاسي ستورز»، و«نافيستار»

6:00 مسح الأعمال الصغيرة من NFIB

8:30 تقرير التجارة الدولية

10:00 تقرير فرص العمل ومعدل دوران العمالة

10:00 صباحاً التقرير المالي الربع سنوي

الأربعاء

نتائج: «كامبل سوب»، و«جيم ستوب»، و«براون-فورمان»، و«يونايتد ناتشورال فودز»، و«آر إتش»، و«برادلي»

10:00 تقرير تجارة الجملة

الخميس

نتائج: «تشووي»، و«ديف أند باستر»، و«سيجنيت جويليرز»، و«جون ويلي»

8:30 المطالبات الأولية

8:30 مؤشر أسعار المستهلكين

10:00 مسح الخدمات ربع السنوي

14:00 الميزانية الفيدرالية

الجمعة

10:00 مؤشر درجة تفاؤل المستهلك وثقته

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"