فكر جديد

04:20 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

«وقتي الأمثل».. مبادرة طالت في مكوناتها الميدان التربوي بكامل فئاته، بدءاً من القطاع المعني في وزارة التربية والتعليم، مروراً بفرق الرقابة والمتابعة، فالإدارة المدرسية، والمعلم والطالب، وصولاً إلى ولي الأمر، فالاستنفار حالة تسود الجميع لانطلاقة استثنائية لتلك المبادرة.
في الأمس القريب، رصدنا جدلاً كبيراً حول المبادرة، وإن كان إيجابياً، إلا أن معظمه، ركز على الحصة الدراسية، التي امتدت إلى 90 دقيقة، ومسؤولية الواجبات المنزلية، التي انتقلت من الوالدين إلى المعلم، وما يفعله المتعلمون عقب المدرسة؟، ولكن هذا ليس كل ما تعنيه المبادرة، إذ إن أبعادها تحاكي إنتاج مخرجات جديدة، تواكب المنتج التعليمي العالمي.
فإذا نظرنا إلى استراتيجياتها، نجدها مترابطة ومتكاملة، حددت أدوار عناصر العملية التعليمية، بمنهجية جديدة، وفكر خارج الصندوق، جعل التعليم يتجاوز حدود المدرسة، وأسند للطالب أدواراً معرفية جديدة، يقوم بها بلا قيود أو ضغوط، لتضرب المبادرة «التقليدية» في مقتل.
تأخذنا اتجاهاتها إلى قنوات جديدة، لتنمية مهارات الطلبة، من خلال هواياتهم العلمية في مختلف المواد والمجالات، الكل حسب ميوله، عبر بوابة مصادر التعلم المسائية، التي تتيح للطالب فرصة الاطلاع والبحث والاستكشاف، خارج نطاق المدارس، وبعيداً عن مفهوم الدراسة التقليدي.
وهنا تتحقق نظرية «التعلم الذاتي»، التي تجعل من الطالب «المعلم والمتعلم»، لاسيما مع وجود منصات التعلم الذكي، التي تمكنه من المعارف والعلوم، وقتما يشاء، وأينما يكون، دون معاناة مع جداول «الحصص، ومواعيد الدراسة والامتحانات، ومتابعة المدرسة، وسؤال المعلم، وحساب الوالدين»، وهذا في حد ذاته إنجاز.
الفرص أمام المعلمين كبيرة، لتحقيق قفزة في مستوى مهاراتهم المهنية، وقدراتهم التدريسية، وإدراك مفاهيم إدارة حصة مدتها 90 دقيقة، وتوظيف المحتوى التعليمي جيداً، للمحافظة على شغف الطالب ودافعيته، ومن المؤكد أن ساعات المكتتبات المسائية، تمكنهم من الاطلاع على آخر المستجدات، للارتقاء بمهارات الطلبة، ومستوى تحصيلهم وتميزهم العلمي، وهنا سيكون المعلم مواكباً للمتغيرات بشكل دائم، ومطلعاً على طرائق واستراتيجيات تربوية جديدة، تعينه على فهم مواطن القوة لدى الطالب، وسبل معالجة نقاط الضعف.
إن تمديد زمن الحصة، أو انتقال الواجبات من البيت للمدرسة، تغيران جديدان في منظومة التعليم، وسريعاً ما يعتاد عليهما الميدان بفئاته، ولكن الأهمية تكمن في تأهيل المعلم، وتمكينه من إعداد التخطيط الدراسي للحصة في ثوبها الجديد، وعلى المعلمين إدراك ماهية تلك المبادرة وأهميتها، والتعامل معها بجدية تليق بأهدافها.
ويقع على عاتق فرق الرقابة والمتابعة، مسؤولية التعامل بشفافية مع التغذية الراجعة للميدان، لتذليل المعوقات، وجودة النواتج، وتحقيق قفزة نوعية في مخرجات التعليم في الإمارات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"