عادي

معارك مشتعلة بين العصابات والشرطة في كراكاس

17:38 مساء
قراءة دقيقتين
معارك مشتعلة بين العصابات والشرطة في كراكاس
كراكاس - أ ف ب
«أطلقوا النار على المباني.. نحن البلطجية».. هتاف أطلقه عنصر إحدى عصابات كراكاس التي تتحدى الشرطة الفنزويلية، وتبث الرعب منذ أيام بإطلاقها رشقات نارية على المدينة من الأحياء الشعبية الواقعة على مرتفعات العاصمة.
وفي شقتها الصغيرة، حيث تحصنت بخوف، سجلت ماريا التي طلبت عدم كشف اسمها، الهتافات على هاتفها النقال وهي تنتظر انتهاء «المعركة» لتخرج. ويمكن سماع صوت في أحد تسجيلاتها يصيح: «ساحرات.. ساحرات.. شرطيون سألقي القنابل هناك».
وتخوض العصابات والشرطة مواجهات، منذ الأربعاء. وباتت مناطق بأكملها في الأحياء الشعبية التي تسمى «باريوس»، والأحياء الواقعة عند أسفلها شبه مهجورة، حيث يمكن رؤية مارة نادرين يقطعون الطرق جرياً.
وقالت وزيرة الداخلية والعدل كارمن ميلينديز، إن الحكومة أمرت بنشر عملية لحماية السكان «في المناطق التي يسيطر عليها المجرمون».
ونشرت الشرطة عربات مدرعة وعناصر مسلحين عند سفح الأحياء الشعبية. ويحتمي ضباط يرتدون سترات واقية من الرصاص خلف الجدران بين المباني لتجنب الرصاص. وينتظر أغالبية العناصر الأمنية الأوامر بهدوء. وقال أحدهم كان يتمركز عند سفح منطقة «كوتا 905» التي تحمل إحدى العصابات اسمها: «كانت أسوأ ليلة. أمضينا الليل هنا. كان هناك مزيد من الرصاص. رصاص خطاط. هؤلاء اللصوص خرجوا عن السيطرة».
وتابع عنصر أمنيّ آخر، من خلف عربة مدرعة: «لديهم أسلحة حديثة، وننتظر الضوء الأخضر للصعود وتطهير كل ذلك»، مستنكراً «إفلات العصابات من العقاب».
ومن مظاهر هذا الإفلات من العقاب، أصدرت السلطات، الخميس، مذكرات بحث مرفقة بمكافآت بقيمة 500 ألف دولار ضد ثلاثة من قادة العصابات، بمن في ذلك الإعلامي الشهير «ال كوكي»، وهو شاب اعتاد نشر تسجيلات فيديو على مواقع التواصل.
وحفر أفراد العصابات المزودون بالقنابل اليدوية والبنادق والرشاشات والأسلحة اليدوية خنادق في التلال. وهم منظمون ويدافعون عن مناطقهم. وأدت المعارك إلى سقوط عشرات القتلى، حسب وسائل إعلام، بينما ذكر مصدر طبي أن شرطيين جرحا. وعلى شبكات التواصل تنتشر تسجيلات فيديو لمصابين برصاص طائش.
وفي يونيو/ حزيران الماضي، أودت الاشتباكات المتكررة بحياة ثلاثة أشخاص على الأقل، بينهم ممرضة قُتلت بالرصاص. ولم تصدر أي حصيلة رسمية للاضطرابات في الأيام الماضية.
وتحصي فنزويلا 12 ألف قتيل بسبب العنف سنوياً، بحسب «المرصد الفنزويلي للعنف»، إذ تعد من أعنف الدول في العالم، ويبلغ معدل الوفيات في أعمال عنف فيها 45,6 وفاة لكل مئة ألف نسمة، أي سبعة أضعاف المتوسط العالمي.
وقال لويس فلوريس (34 عاماً) عامل البريد: «كنت أعبر عندما سمعت رشقات نارية واحتميت. انتظرت حتى ينتهي الأمر. كان الرصاص يتطاير»، مؤكداً أن «الجميع يشعرون بالخوف».
أما ديني رودريجيز (44 عاماً) فقالت: «أشعر بالخوف كل صباح. فلا يعرف الواحد ما إذا كان سيصل حياً إلى مكان العمل». وأضافت: «العصابات حددت مناطق سلام محظورة على الشرطة. إنهم لا يريدونهم أن يدخلوا الحي، لكن علي أن أذهب إلى العمل يومياً».
وعلى غرار مئات الآخرين، عبرت رودريجيز، الجمعة، على بعد أمتار قليلة من جثة رجل قُتل عند مفترق طرق في اليوم السابق، ولم تسحب بعد أكثر من 24 ساعة.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"