الشارقة: معن خليل
عندما سجل علي مبخوت بعمر 19 عاماً أول أهدافه مع ناديه الجزيرة بمرمى الظفرة في 26 أبريل/ نيسان عام 2009، لم يكن يعلم أنه بعد 12 عاماً قد يصبح على بعد 4 أهداف فقط من كسر رقم فهد خميس أسطورة الوصل السابق كأفضل هداف في تاريخ الدوري الإماراتي لكرة القدم.
ومنذ 26 أبريل/ نيسان 2009 حتى قبل ساعات من مباراة الجزيرة مع الظفرة في دوري موسم 2021-2022 سجل علي مبخوت 172 هدفاً في الدوري، مقابل 175 هدفاً لفهد خميس، وهذا يعني ان كسره لرقم «الفهد» مسألة وقت فقط.
لا يحب مبخوت الذي توجه ناديه الجزيرة من خلال الإشارة إليه في حساباته عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالتاج «ملكاً»، أن تسلط الأضواء إليه، لذلك أجاب عندما سئل عن قرب كسره لرقم فهد خميس بأنه سيكون سعيداً لكنه تفكيره الأول هو بفريقه وليس بالأرقام الشخصية.
ويعد مبخوت، المهاجم «الفلتة» في كرة الإمارات، فعلى مدار 12 عاماً، كسر «المبخوت» رقم الأسطورة عدنان الطلياني كأكبر هداف لمنتخب الإمارات، ويستعد لكسر رقم أسطورة آخر هو فهد خميس.
وتقول لغة الأرقام إن مبخوت، هو أفضل مهاجم عرفته كرة القدم الإماراتية، فهو تقريباً سيطر على كل شيء، ولم يترك رقماً إلا كسره، حتى أنه أصبح ينافس على لقب أفضل صانع للأهداف، حيث لم يكتف بالتسجيل وتعذيب حراس المرمى فقط.
المجد من طرفيه
وكان مبخوت على موعد الاثنين الماضي بالتتويج بأهم جائزتين في موسم 2020-2021، حين نال لقب الهداف برصيد 25 هدفاً، وجائزة أفضل لاعب مواطن، ليصبح أول لاعب إماراتي يتوج بلقب الهداف مرتين في عصر الاحتراف ليخطف الأضواء من أسماء أجنبية كبيرة، كما أنه أصبح ضيفاً دائماً على الجوائز السنوية.
وأرقام مبخوت تتكلم عنه، فهو سجل «هاتريك» في 14 مناسبة بالدوري، منها 3 مرات في الموسم الماضي، كما أنه الوحيد في تاريخ الدوري الذي سجل 33 هدفاً في موسم واحد، وأول مهاجم يسجل 25 هدفاً ويصنع 10 أهداف في موسم واحد.
إنه أسطورة حية، ودائماً لديه مفاجآت لمحبيه وناديه ولشخصه، إنه في تحد دائم مع ذاته، هكذا يتم وصف علي مبخوت من قبل الفنيين، حتى أنه إذا لم يجد رقماً ليكسره، سجل في شباك جميع الفرق التي واجهها الموسم الماضي، لينافس بهذه الأرقام لاعبين أجانب في دوريات أوروبية كبرى.
ولادة نجم
ولد علي مبخوت في 5 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1990 بأبوظبي، وبدأ مسيرته مع الجزيرة شبلاً كونه ينتمي إلى عائلة عاشقة ل«فخر أبوظبي»، وقدمت قبله عايض مبخوت للفريق الأول.
لعب علي أول مباراة مع الجزيرة في الدوري في 17 ابريل 2009 بمواجهة الشارقة، ثم كانت مسيرته الدولية مع المنتخب الأولمبي ثم «الأبيض» الأول، وكتب قصة نجاح تحدث عنها العالم، ففي كأس آسيا 2015، سجل أسرع هدف في تاريخ المسابقة، بعد 14 ثانية من بداية مباراة الإمارات والبحرين، ليدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية، كما فاز في نفس البطولة بالحذاء الذهبي لهداف آسيا برصيد 5 أهداف، وبعدها فاز بلقب هداف كأس الخليج العربي للمنتخبات عام 2019 برصيد 5 أهداف.
ومع نادي الجزيرة فاز مبخوت بلقب الدوري مع الفريق 3 مرات مواسم 2011، و2017، و2021، وبلقب كأس الخليج العربي مرة واحدة موسم 2010، وبلقب كأس صاحب السمو رئيس الدولة 3 مرات أعوام 2011 و 2012 و2016.
ويتساوى علي مبخوت حالياً مع أسطورة كرة القدم البرازيلية بيليه في عدد الأهداف التي سجلها دولياً برصيد 77 هدفاً، خلال 92 مباراة شارك فيها مع المنتخب الوطني، وفي مجموع تلك المباريات فاز مع الأبيض في 51 مباراة، وتعادل في 23، وخسر في 18، وحصد معه 125 نقطة.
وإلى جانب كل ما سبق يعد علي مبخوت هو الهداف التاريخي للمنتخب الوطني برصيد 77 هدفاً، وأضحى ثاني هدافي العالم على مستوى المنتخبات من بين اللاعبين النشطين على الساحة حالياً، بعد الأسطورة البرتغالية رونالدو، في حين أنه تخطى ميسي في عدد الأهداف الدولية.
ومن الأرقام اللافتة التي ينفرد بها أيضاً علي مبخوت أنه بات صاحب أطول عقد احترافي مع فريقه بعد أن قام الجزيرة في الرابع من أغسطس /آب الجاري بتجديد عقده حتى 2026.
