عادي

حركة مقاومة أفغانية تستعد لـ«نزاع طويل الأمد» ضد «طالبان»

17:43 مساء
قراءة 3 دقائق
كابول - أ ف ب
تستعد قوات تابعة للحكومة الأفغانية السابقة، تحوّلت إلى حركة مقاومة في وادي بانشير الشديد التحصين الواقع شمال شرق كابول لـ«نزاع طويل الأمد»، من دون استبعاد إمكانية التفاوض مع حركة «طالبان» بحسب ما أعلن متحدث باسمها الأحد.
ومنذ أن استولت «طالبان» على السلطة في أفغانستان، إثر هجوم خاطف سيطرت خلاله على كابول، توجّه آلاف الأشخاص إلى بانشير بهدف الانضمام إلى المقاومة، وإيجاد ملاذ آمن لمتابعة حياتهم، وفق المتحدث باسم القوات الحكومية علي ميسم نظري. وفي هذه المنطقة يحشد أحمد مسعود، نجل القائد الأسطوري الأفغاني أحمد شاه مسعود الذي اغتاله تنظيم «القاعدة» في العام 2001، قوة مقاتلة عددها تسعة آلاف عنصر، وفق نظري.
وشوهدت صور تظهر عشرات المجنّدين يجرون تدريبات اللياقة الروتينية، ومجموعة من عربات الهامفي تشق طريقها عبر الوادي الواقع إلى شمال شرق كابول.
والهدف الرئيسي لجبهة المقاومة هو تجنّب سفك مزيد من الدماء في أفغانستان، والدفع باتّجاه نظام حكم جديد. لكن نظري قال، إن المجموعة جاهزة أيضاً لخوض نزاع، وإذا رفضت «طالبان» التفاوض فستواجه مقاومة في أنحاء البلاد.
وشدد نظري وهو مسؤول العلاقات الخارجية في الجبهة، على أن «شروط إبرام اتفاق سلام مع طالبان هي اعتماد اللامركزية، أي اعتماد نظام يضمن العدالة الاجتماعية، والمساواة، والحقوق والحرية للجميع». وأضاف أن المحادثات بين زعماء محليين في شمال أفغانستان والسلطات في باكستان استمرّت حتى الأيام القليلة الماضية.
وفي حين تسيطر «طالبان» على غالبية مناطق أفغانستان، يحرص نظري على تسليط الضوء على تقارير تفيد بتشكيل مجموعات محلية في مناطق أخرى مقاومة لـ«طالبان»، وتواصلها مع جبهة المقاومة بقيادة مسعود.
وقال نظري، إن «هذه الأمور لم تحصل بأوامر من مسعود» إلا أنه أكد وجود روابط بين هذه المجموعات والجبهة.
وشدد على أن حركة طالبان منتشرة في مساحات شاسعة تتخطى قدراتها، و«لا يمكنهم التواجد في كل الأماكن في الوقت نفسه. مواردهم محدودة. لا يحظون بتأييد لدى الغالبية».
لكنّه أكد أن مواقف مسعود تختلف عن مواقف نائب الرئيس السابق أمر الله صالح المتحصّن بدوره في الوادي، والذي تعهّد الأسبوع الماضي بقيادة انتفاضة ضد «طالبان». وقال نظري، إن «صالح في بانشير قرر البقاء في البلاد وعدم الهرب».
وأوضح المتحدث أن «صالح مناهض لطالبان ومناهض لباكستان. هذا يعني أنه ليس جزءاً من هذه الحركة. هو متواجد في بانشير وهو يحظى بالاحترام». وشدد نظري على أن الهدف حالياً هو الدفاع عن بانشير وشعبها، مضيفاً: «إن وقع عدوان وإن هاجمنا أحد فسندافع عن أنفسنا، لأن معركتنا دفاعية صرفة».
ويتواجد في بانشير أكثر من ألف نازح أفغاني تدفّقوا بحثاً عن ملاذ آمن، وفق نظري الذي قال: «نشهد تحوّل بانشير إلى منطقة آمنة لكل المجموعات التي تشعر أنها مهدّدة في مناطق أخرى». وأوضح أن المنطقة تشهد تدفّقاً لمثقفين ونشطاء في الدفاع عن حقوق النساء والإنسان وسياسيين «يشعرون أنهم عرضة لتهديدات طالبان». وقال نظري، إن الجبهة بحاجة إلى مساعدة إنسانية غذائية ورعائية للوافدين الجدد.
وقال المتحدث، إن «الحرب هي مجرّد نتيجة ثانوية للنزاع في أفغانستان. سبب النزاع هو أن أفغانستان بلد يتألف من أقليات إثنية وفي بلاد متعددة الإثنيات لا يمكن لإثنية واحدة أن تهيمن على السياسة، وأن يبقى حضور الإثنيات الأخرى هامشياً».
وشدد نظري على أن المقاومة التي يقودها مسعود وغيره في أنحاء أفغانستان تكتسي أهمية كبرى على صعيد تحقيق هذا التغيير، مضيفاً أن «بانشير لطالما كانت منارة للأمل».
وطلب مسعود من الولايات المتحدة تزويده بالأسلحة في مقالة نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» الخميس. ومسعود مصمم على الوقوف إلى جانب سكان الوادي ومواصلة مسيرة والده، وفق نظري الذي شدد على أن أفغانستان بحاجة إلى نظام حكم فيدرالي من أجل وضع حد لدوامة الحرب.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"