خطط استثنائية

00:45 صباحا
قراءة دقيقتين

الأيام باتت معدودة، الكل في حالة تأهب، البيوت في حركة لا تهدأ، الاستعدادات مبهجة وربما تكون أكثر حيوية من أي سنة. إنها العودة للمدارس التي ستعيد إلى الحياة الكثير من رونقها وروتينها الذي افتقدناه بسبب الجائحة. 
أيام قليلة والأطفال يستعيدون ذكريات اليوم الأول الذي لا يشبه طعمه أي طعم آخر، حتى إنه لا يشبه طعم العودة إلى الدراسة «أونلاين» التي عرفناها منذ ظهور كورونا. 
سعداء بالعودة الحقيقية للأطفال إلى المقاعد الدراسية، سعداء بخروجهم من عزلة فرضها عليهم وظلمهم بها الوباء، وكأنه سرق منهم أجزاء مهمة من ذكريات الطفولة وطقوسها وجمالها، والتي تسهم في تشكيل شخصياتهم وتطوير أفكارهم.
الاستعداد للعودة يتهيأ له الكبار قبل الصغار، يبدأ بالإداريين والمعلمين وكل العاملين في المدارس أو في الهيئات التعليمية والتربوية، الذين ينطلقون في التحضيرات العملية، وكل تفكيرهم في كيفية استقبال الطلاب وترغيبهم في الدراسة، والمهمة أصعب اليوم في ظل وجود إجراءات احترازية تفرض الكثير من الحماية والوقاية، كما تفرض على الكبار تمهيد فكرة الاختلاط مجدداً بين الطلاب، دون إهمال الجانب الصحي والوقائي، وتشجيع الصغار على استعادة الحياة الدراسية بلا قلق أو خوف من كورونا، وما يفرضه علينا من طقوس. 
لا يبدأ العام الدراسي إلا بعد إعادة تأهيل الكوادر ليكون الجميع مستعداً للعمل، وفق خطط تربوية وصحية واضحة. الخطط هذا العام استثنائية، تجمع بين عودة الحياة الدراسية كما عهدناها من جهة، واستعادة الحركة والنشاط داخل المدارس وفق الشروط الصحية المستحدثة من جهة أخرى. التعليم الحضوري يوفر فرصاً لاستمرارية التعليم بشكل سليم وأفضل للطلاب بمختلف أعمارهم ومراحلهم، ولكنه مرهون بالقدرة على الالتزام بالوقاية والتعقيم والنظافة والمراقبة الدائمة، حرصاً على سلامة الجميع.
للقيادات المدرسية دور مهم جداً في هذه المرحلة، وقد يكون أهم بمراحل من الدور التربوي والتعليمي الذي دأبوا على ممارسته، فأي إهمال ولو بسيط، وأي تغاضٍ عن خطأ في تنفيذ التدابير الصحية، قد يؤدي إلى كارثة من حيث احتمال عودة انتشار الفيروس بشكل يضر بالجميع. عين الرقابة في المدارس يجب أن تكون يقظة جداً، ودقيقة جداً، والضمائر «صاحية» وتعي حجم المسؤولية، فبقدر بساطتها تجدها مهمة وحساسة ولا تحتمل أي إهمال أو تراخٍ في الالتزام بالمعايير الصحية في كل أروقة المدارس، وخصوصاً في الأماكن التي تكثر فيها التجمعات. 
نتمنى عودة آمنة لكل المدرسين والعاملين في المدارس، وللطلاب وأهاليهم، على أمل أن يكون عاماً سليماً لا تعيقه مفاجآت الوباء وتحوّراته الكثيرة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"