دقة «الطبيب الجيد»

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

الأصل كوري، والظهور الأول في 2013. لا عجب أن تنقل أمريكا الفكرة من كوريا وتقتبسها في عمل يمتد من 2017 وحتى يومنا هذا، ويلاقي نجاحاً على منصة «نتفليكس» وتسرع تركيا أيضاً إلى اقتباسه وتقدمه في عمل خاص بها، والنسخ الثلاث تحمل اسماً واحداً «الطبيب الجيد» رغم أن النسخة التركية اختارت وضع لمسة خاصة بتحويل الاسم إلى «الطبيب المعجزة».
كثيرة هي المسلسلات التي تحكي عن عالم الطب وحياة الأطباء وما يحصل في كواليس المستشفيات وفي الطوارئ، ضمن حبكة درامية اجتماعية مشوقة، بعيداً طبعاً عن البرامج التلفزيونية التي يقدمها أطباء وهي تتجه نحو النصائح والإرشادات الطبية وكيفية التصرف، وما الصح والخطأ في سلوكيات الناس الصحية. وهذه النوعية من الأعمال تجذب الجمهور لشدة محاكاتها للواقع وجرعات التشويق فيها مع الكشف في كل حلقة عن مجموعة قصص لمرضى يتعرضون لأزمات مفاجئة وتكون النهاية إما سعيدة وإما حزينة.
النجاح الذي يحققه «الطبيب الجيد» يتخطى نجاحات الأعمال المماثلة؛ لأن بطله استثنائي والجمهور ينتظره وينشغل به أكثر من انشغاله بباقي الأبطال والقصص الجانبية الأخرى. الطبيب الجيد هو الدكتور شون مورفي، جراح شاب مصاب بالتوحد و«متلازمة سافانت»، وهو من هؤلاء الذين يطلق عليهم «الأشخاص الاستثنائيون» وهم قلة في العالم، إذ ليس كل مصاب بالتوحد لديه هذه الظاهرة. وهؤلاء العباقرة يملكون عادة موهبة خارقة في الرياضيات أو الموسيقى، وتطرق فيلم «راين مان» بطولة الرائع داستن هوفمان وتوم كروز إلى إحدى هذه الحالات، وهو مستوحى من قصة حقيقية، لكن أصحاب هذه الظاهرة أو الموهبة يفتقدون إلى المهارات الاجتماعية والتنموية، تعيق تواصلهم بسهولة مع المحيطين بهم والمجتمع.
«الطبيب الجيد» نال عدة جوائز والحصة الأكبر لبطل المسلسل فريدي هايمور الذي جسد باقتدار دور دكتور شون، علماً أن الدور صعب وحساس ويتطلب دقة في تجسيد أحد أبناء التوحد بشكل حقيقي بحيث لا يؤذي مشاعر أحد ويقترب جداً من الواقع. تعاقب على إخراج المسلسل نحو ٣٥ مخرجاً، فكرة وكتابة دايفيد شور وقد عاونته مجموعة من الكتّاب.
في أواخر سبتمبر/أيلول المقبل ينطلق عرض الجزء الخامس من المسلسل الذي يحصد متابعات عالية حول العالم، ومن مميزات هذه النوعية من المسلسلات أنها تجسد حالات طبية حقيقية، نستمد منها معلومات ونكتشف كواليس غرف العمليات الجراحية التي يحرص «الطبيب الجيد» على تصويرها بدقة وبشكل قد لا يتحمله كل المشاهدين.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"