عادي

سباق مع الزمن في هايتي لإعمار المدارس المدمرة

20:16 مساء
قراءة 3 دقائق

بور أو برنس - أ ف ب

تجاهد هايتي لإعادة الطلبة إلى المدارس في ظل دمار خلّفه زلزال الشهر الماضي، وأودى بأكثر من ألفي شخص، وسوّى بالأرض عشرات آلاف المباني، بينها مدارس كثيرة.

ويعد الأمر تحدياً لوجستياً وإنسانياً في بلد معرّض للكوارث، والأفقر في الأمريكتين، ولم يتعاف تماماً، بعد زلزال ضخم أودى بأكثر من 200 ألف شخص وسبب أضراراً بالمليارات عام 2010.

وتأجل الموسم الدراسي الذي كان مقرراً في السادس من سبتمبر/أيلول لأسبوعين لغالبية الطلبة. وفي مناطق جنوبية كانت الأكثر تضرراً جرّاء الزلزال الذي وقع الشهر الماضي، وبلغت قوته 7,2 درجة، تأجلت الدراسة إلى الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل. وخسرت عائلات عدة في تلك المناطق ممتلكاتها.

وبعد تأجيل الانطلاقة، بدأ عد تنازلي بالنسبة لعناصر الإغاثة، الذين دخلوا في سباق مع الزمن لمساعدة المحتاجين في المناطق الجنوبية.

وأفاد مدير «يونيسيف» في هايتي برونو مايس، أن «من بين 2800 مدرسة في المناطق المتضررة، جرى تقييم الوضع في 955 من الحكومة وبدعم من المنظمة، وتظهر النتائج الأولية بأن 15% منها تدمّر، و69 % تضرر».

وأضاف:«سيكون سباقاً مع الوقت، إذ إن هناك بضعة أسابيع فقط لتأسيس ملاذات واقية وآمنة للتعليم من أجل الأطفال في هذه المناطق الثلاث حتى لا يضيع عليهم عام دراسي آخر».

وانتهى العام الدراسي2020 في مارس/ آذار من العام الماضي جرّاء كوفيد. وتعطّل العام الدراسي التالي بالنسبة لسكان هايتي، بعد تفشي عنف عصابات الشوارع. وفي أواخر 2020 ومطلع العام الجاري، نفّذت عصابات عدة عمليات خطف مقابل فدية، طالت طلبة وأساتذة قرب مدارس في العاصمة بور أو برنس.

وعلى بعد نحو 150 كلم عن العاصمة، كانت منطقة كامب بيرين بمنأى عن موجة العنف، لكنها تضررت جرّاء الزلزال.

ويعد استقبال الطلبة مجدداً في المدارس أمراً مضنياً، خاصة بالنسبة لتلك الخاصة التي تمثل 80 % من المدارس.

وقال الأستاذ في مدرسة «مازينود» ماكسيم يوجين: «لدينا طلاب لم يسددوا بعد أقساط السنة الدراسية 2017-2018». وأضاف:«لا يمكننا رفضهم، وجعلهم يخسرون سنة في المدرسة من أجل المال».

ودمّر الزلزال كل صف في «المدرسة الكاثوليكية» المعروفة. بينما رفع الجنود الأنقاض، إلا أن مسؤولي المدرسة لا يزالون بانتظار المساعدة لإطلاق العام الدراسي. وقال يوجين: «حصلنا على تعهّدات، لكن لم يتم الإيفاء بها». وأضاف: «إذا تلقينا خياماً في موعدها، فيمكننا بدء الدراسة في الرابع من أكتوبر المقبل، لأننا استطعنا المحافظة على الأثاث». وشدد على أنه متفائل رغم أنه قد يضطر للتدريس في باحة كرة القدم في المدرسة.

وكانت منطقة لازيل جنوب هايتي من بين الأكثر تضرراً جرّاء الزلزال. وقال مدير مدرسة ابتدائية تدمّر منزله في الزلزال ويدعى برينو سان جول: «قد يكون المبنى جاهزاً، لكن لا أعرف كيف سأعود إلى العمل». ويعيش الرجل الستيني في مأوى من صفائح معدنية. وقال: «أقضي وقتي بالتفكير في الكيفية التي سأتمكن من خلالها بتجاوز المحنة».

ويعتبر الرجل الذي يدرّس منذ أكثر من 30 عاماً، أن عزاءه الوحيد هو أن المدرسة التي أشرف عليها منذ 12 عاماً تضررت فحسب، ولم تدمّر بالكامل. لكنه بات وضعاً يرثى له. وقال: «أصبحت فقيراً كأولئك الذين لا يعملون. الأمر صعب للغاية».

وأضاف: «لكن من الجانب المادي، إذا تم إصلاح المبنى، وتدخلت الحكومة لمساعدة أولياء الأمور والأساتذة، يمكننا فتح المدرسة في أكتوبر».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"